عمون- تداعى الزعماء في امريكا واوروبا لانقاذ الكيان الصهيوني من الورطة الكبيرة التي تسبب بها غرور نتنياهو واعتداؤه الوحشي على قطاع غزة..

فها هي كلينتون تقطع زيارتها الاسيوية المهمة برفقة الرئيس الامريكي اوباما وتهرع الى الشرق الاوسط لتنقذ اسرائيل من الموقف المتداعي الذي اوقعت اسرائيل نفسها به ولتوقف صوارخ حماس التي ضربت معظم المدن الاسرائيلية. كما ان المكالمات الهاتفية قد انهالت بشكل غير مسبوق من قبل الرئيس اوباما على الرئيس المصري محمد مرسي ليحثه على التدخل واقناع حماس بقبول الهدنة.

كما لاحظنا تغير لهجة الخطاب الامريكي الذي بدا في اول الامر منحازا بالكامل لاسرائيل والكلام عن حقها في الدفاع عن النفس وانتهى بضرورة وقف الاقتتال والدخول في هدنة دائمة.

كما ان المدللة اسرائيل لقت الاهتمام ايضا من بقية زعماء الدول الغربية فها هو الفرنسي فابيوس ووزير الخارجية الالماني يسرعان بالحضور الى المنطقة للمشاركة في وقف الصواريخ الفلسطينية , وقد توج هذا الدلال حضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وقيامه ببذل كل جهوده الاممية لتسوية الوضع وحفظ ماء الوجه لزعماء اسرائيل .

لم يتوقع زعماء اسرائيل المتغطرسون رد الفعل الغزاوي الذي اجبر ستة ملايين يهودي على الهروب الى الملاجئ بشكل يومي والى شلل تام في الحياة الاقتصادية في عموم اسرائيل، وقد شاهدنا الخوف والهلع يعتلي وجوه اليهود وقد تفاجأوا بتساقط الصواريخ العربية فوق رؤوسهم بالمئات...

يا الهي كم فرحنا واصابتنا النشوة ونحن نرى دويلة صغيرة كغزة وهي تقصف عملاقا اسطوريا مثل اسرائيل ...
ولا شك ان اسرائيل لا تفهم الا منطق القوة , فهذه الصواريخ بالرغم من ضعف قدرتها التدميرية الا انها اصابت مقتلا في المعنوية الاسرائيلية وهزت اسطورة التفوق من جذورها.

فها هي اسرائيل توافق على الهدنة وعلى شروط حماس، وها هو غرور نتنياهو يتهاوى ...

انها لدلالات عظيمة واشارات ساطعة ظهرت بعد هذه المعركة المشرفة احيت الامل في جسم المارد العربي المشلول , ولنتخيل فقط ولو لثانية واحدة ان مثل هذه الصواريخ تنهال من كل اقطار الوطن العربي المتد من المحيط الى الخليج!!

اعتقد انه قد حان الوقت ليعيد زعماء اسرائيل حساباتهم البالية وان يقلعوا عن خرافاتهم التوراتية وان يقبلوا باعطاء الشعب الفلسطيني كل حقوقه المشروعة هذا اذا ارادوا ان يعيشوا بسلام مع الشعوب العربية التي تحيط بهم كالكماشة من كل جانب ...