وصفة الرئيس عبد الله نسور في علاج ناقة الوضع الاقتصادي ؟!
ممدوح ابودلهوم
20-11-2012 09:01 PM
أعجب ما جرى و ما زال يجري من فوضى و تخريب وكله ينزل في باب العجيب الغريب ، هو أنه يتزامن مع عيد رأس السنة الهجرية وذكرى مولد الملك الباني الحسين الأب طيب الله ثراه ، ثم أنه يحدث ونحن على مبعدة أيام من ذكرى رحيل شهيد الأردن الخالد وصفي التل طيب الله ثراه ، الذي استحلفنا الحسين ونحن نشيع جثمانه الطاهر عام 1971 قائلا : ( استحلفكم بروح وصفي أن تحافظوا على الوحدة الوطنية) و .. كذا كان.
أما قبل .. فاسمحوا لي ابتداءً أن أضع بين أيدي أحرار وحرائر أردننا العظيم وبشهادته أيضاً رجائي الحار بأن نحسم الاتفاق على التالي :
1 – ان الاحتجاج الحضاري عبر الحراك السلمي هو مظهر نهضوي ، مطلوب بالضرورة لتمام جمالية المشهد الانساني في أي بلد متحضر ومدني ، وبهذه التخريجة فإنه لا بد وأن يفت وجوبا في عضد ما نمطح إليه من حالة سياسية ، من شأنها إنجاح العملية الديموقراطية عبر رافعتيها الرئيستين الأحزاب والبرلمان..
2- من هنا وتبعا ليقين النقطة الأولى أعلاه، فإننا جميعاً في هذا الحمى العربي الكريم ملكاً وحكومة وشعباً ، مع هذا الاحتجاج / هذا الحراك بشرطيّ الحضارية و السلمية في آن معاً ، فضلاً عن حقيقة ما نحن محيطون به جميعاً أن هذه الحالة السياسية مضمونة ومكفولة بنصوص الدستور والقانون.
3 – أن التخريب بتلاوينه المدمرة والذي لم نبلوه من قبل ولا حتى في هبة نيسان عام 1989، والذي أسأله تعالى أن لا نراه بعد اليوم ، هو أمر مرفوض رسميا وشعبيا بنصوص الدستور وتشريعات القانون في الأولى، أما في الثانية فوفق أعراف الأردنيين أهل العونة ، والفزعة ، والطيبة ، والنوماس ، والصبر، والنشومية ، والشومات ، بل وبكلمة فصل خطاب أصحاب كل ما يندرج تحت عنوان المروءة ، ما يستوي رأس الرمح في المركب الأخلاقي والمنظومة القيمية لدى الإنسان الأردني بإجمال..
4 – أن هناك مندسين من الداخل نسقوا مع متسللين من الخارج ، اخترقوا في عتم من ليل أو في غفلة من زمن صفوف شرفاء الحراكات الوطنية السلمية ، ووفق رواية الأمن العام وشهود عيان وشهادات الحراكيين أنفسهم أيضاً ، فإن المتسللين دخلوا من سوريا تحديدا وقد قبض على بعضهم و هم الان و بحسب المصدر السابق رهن التحقيق ، لكن منطق الأمور يفضي وبالقطع إلى خلاصة محسومة بامتياز ، مفادها أن تسلل هؤلاء المخربين وشقهم لصفوف الحراكيين وعلى هذا النحو المدبر و المدمر بالنتيجة ، ما كان ليتم لولا أن مارقين في الداخل أعطوهم الإشارة الخضراء لتهيئة مناخات الدخول ، وتمهيد الطريق بالمشاركة ثم القيام بهذا التخريب الغير مسبوق في الشارع الأردني..
5 – إن قرار الرفعين الأسعار والدعم لم يجرؤ قبل الرئيس النسور كل الرؤساء المتعاقبين الذين سبقوه على اتخاذه ، فهو وبحسب النسور وقبله كل من أدلى بدلوه من الطرفين الموالاة والمعارضة ، القرار / الجذام الطارد لكل من تسول له نفسه أخذه أو حتى محاولة اتخاذه كالرئيس الطراونة ، كونه الوصفة الأنجع والأسرع في رحيل أي حكومة مهما بلغت من الشعبية وقطعت شوطا بعيداً في التميز والنجاح ، لكن الرئيس النسور قد فعلها واتخذ القرار مع أنه يعلم علم اليقين أنها مغامرة حياته كرئيس حكومة وكشخصية اعتبارية لها وزنها في العمل العام ، كما يدرك تمام الإدراك أنه الحل الوحيد الأوحد ولا حل آخر سواه ، وأنه الحل / الكي والعلاج /القطران الذي لا سبيل سواه لشفاء ناقة الاقتصاد الأردني وبالتالي حالة عنق الزجاجة السياسي بوجه عام..
و بعد .. و للحديث صلة ، فانه لا يختلف أردنيان على أن الرئيس النسور هو سياسي مخضرم ، نظيف اليد ،عفيف اللسان ، حصيف السيرة ، شريف المسيرة ، ذو رجاحة عقل و فصاحة خطاب ، مثقف متعلم وناشط حتى النخاع وعلى مدى عقود أربعة وتزيد في اقانيم الخدمة الرسمية والعمل العام ، والشهادات بذلك وعليه قبل انقلاب أصحابها فور اتخاذه قرار عمره إن تعدها لا تحصيها، لكن شهادته أو قل مسوغه فور اتخاذ القرار جاء أفصح لسانا وأوضح خطابا والأقرب بوحاً إلى قلوب المواطنين قبل عقولهم ، بعد إذ شخّص الحال ومحّص السؤال بل وأشبعهما احصاءاتِ وأرقاماً ، وأترعهما كؤوس استشرافٍ لمستقبل القرار وما ينبغي عمله الآن وما ينبغي عمله بعد القرار أي في المقبل القريب ..