التخريب .. حرف مدروس لهدف الحراك الأردني
اسعد العزوني
20-11-2012 01:06 PM
ثمة أمور كثيرة يجب أن تقال بشأن الحراك الأردني وخاصة في طبعته الأخيرة التي أنتجها قرار رئيس الوزراء د.عبد الله النسور، وتمثل برفع أسعار المحروقات بحجة ان دول الخليج لم تدفع للأردن ما تعهدت به.
وأول وأهم هذه الأمور هو انحراف مسيرة هذا الحراك وحصره وتسويقه على أنه تخريب للممتلكات العامة، وقد حصل ذلك بالفعل، وأحزنني كثيرا رؤية الإشارة الضوئية على الشارع المؤدي الى دوار النزهة وهي عمياء بفعل التخريب.
كما أن حزني تعمق وانفطر قلبي لرؤية ما عرضته القنوات الفضائية من تخريب متعمد للممتلكات العامة وحتى الخاصة، الأمر الذي ألحق بنا خسارتين الأولى مادية، إذ أن الفاتورة ستزداد بفعل كلفة هذا التخريب، والثانية معنوية وهي أننا حصلنا على درجة صفر في التحضر.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بكل القوة المعهودةهو: لماذا لجأ الشعب الجائع الذي خرج محتجا على قرار حكومته غير المدروس وغير المبرر برفع أسعار المشتقات النفطية عليه، الى تخريب ممتلكاته العامة والخاصة؟
إن أردنا الخروج بنتيجة واضحة وشفافة علينا الخروج من دائرة الانفعال واعتماد المنطق، وعند ذلك سيكون الجواب سهلا ممتنعا وهو أن من خرب ودمر وكسر هم فئة مدسوسة وليسوا من أهل الحراك، وأعلم ان ذلك سيفتح في وجهي عش الدبابير لكن لا خير فينا إن لم نقلها ونكون أمينين على مصلحة وطننا وشعبنا.
هناك الآن من يسجل ويراقب ويحلل ويرصد الأحداث في الأردن، وسيقال إن الشعب الأردني ما يزال على بداوته بصورة القرن الماضي، نظرا لجهلة بالبداوة وتراثها، ودون أن يعلم أن البداوة هي شرف وخلق رفيع ، ولكن المفاهيم تغيرت لأننا لم نتنبه لنوايا الآخرين، لذلك مررنا صفة البداوة والفلاحة على انهما فعل تخلف وهما أبعد عن ذلك بكثير وحاشا لله أن يكون البدو والفلاحون متخلفين.
لممصلحة من تم التخريب ؟إن الأمر ليس بحاجة لتفكير عميق ،فالأمور كلها بعد التخريب سارت في الإتجاه المعاكس وخرج الجميع يقولون لا للتخريب دون أن يعلموا من خرب.وبذلك ضاع حق الشعب المسكين وبلع طعم حكومة النسور وسنرى صورة غير مشرفة للأمن الإجتماعي في الأردن بسبب الغلاء والفقر المتأصل أصلا.
في المسيرات السابقة كانت الأمور تبقى هادئة إلى ان يظهر البلطجة، فتنقلب رأسا على عقب ويبدأ التخريب والتكسير والضرب وعندها تتدخل القوات الأمنية، بمعنى أن البلطجية هم الذين الذين حرفوا مسار ومسيرة الحراك الى غير ذات الهدف المنشود.
كلنا ضد التخريب والتكسير والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ولذلك طالبنا منذ البداية أن تكون القوات الأمنية حارسة للحراك في مسيرته، وان يتم إلقاء القبض على المخربين وعقد محاكمات ميدانية لهم على الأرض وان تصدر بحقهم أقسى العقوبات لأنهم تسببوا بالكثير من الخسارات لهذا الوطن وشعبه.
لقد صور البلاطجة الذين لم يعتقلوا في المسيرات الأردن بأنه دولة بوليسية بإمتياز وقيل :ما دمنا نمتلك مثل هذه القوة لماذا لمم ننتصر على إسرائيل؟
ناهيك عن تصوير الشعب الأردني بأنه همجي يخرب ممتلكاته بيديه.
مع الأسف أن التخريب الذي قام به البلاطجة قد أتى أكله المسموم وعمل على تهريب المستثمرين من الأردن كما انه أساء لعلاقتنا مع الأشقاء في دول الخليج جراء الاعتداء على بعض أبنائنا من الطلبة الدارسين في جامعاتنا.
مطلوب فورا فتح تحقيق ومراجعة الكاميرات واعتقال كل من تجرأ وخرب في المسيرات حتى تعاد الأمور الى نصابها.