عمون - (رويترز) - قال شاهد من رويترز إن الشرطة المصرية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع اليوم الاثنين على متظاهرين قرب مبنى وزارة الداخلية في وسط القاهرة وتبادلت معهم الرشق بالحجارة مما أدى لسقوط مصابين.


وقال إن عشرات من بين المتظاهرين الذين خرجوا لإحياء ذكرى قتلى في اشتباكات مع الشرطة قبل عام أصيبوا باختناق وحملهم زملاء لهم على دراجات نارية لعلاجهم بعيدا عن المكان الذي وصلت إليه سيارات إسعاف لنقل متظاهرين احتاجوا للعلاج في المستشفيات.


وأضاف أن عيادة ميدانية أقيمت في شارع يوسف الجندي القريب من مبنى الوزارة والذي دارت فيه الاشتباكات وأن متظاهرين عولجوا بها من جروح غائرة أو سطحية في الوجه والرأس.


وأشعل متظاهرون النار في قطع أخشاب لدفع الغاز المسيل للدموع إلى أعلى.


وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن عددا من المتظاهرين رشقوا الشرطة بالقنابل الحارقة "مما أدى إلى إصابة ضابط بحروق من الدرجة الثانية." وأضافت أن ثلاثة مجندين أصيبوا بكدمات وسحجات.


وكان ألوف النشطاء احتشدوا اليوم في شارع محمد محمود القريب من مبنى الوزارة في ذكرى مرور عام على بدء اشتباكات فيه بين نشطاء والشرطة بعد فض اعتصام بالقوة في ميدان التحرير الذي يؤدي إليه الشارع.


وقتل عشرات النشطاء في الاشتباكات التي استمرت أياما حينئذ بين النشطاء والشرطة في الشارع وفي ميدان التحرير.


وكان النشطاء يطالبون بإنهاء حكم المجلس العسكري الذي أدار البلاد خلال فترة انتقالية بعدما أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس السابق حسني مبارك أوائل العام الماضي.


وردد المتظاهرون اليوم هتافات مناوئة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس الجديد محمد مرسي منها "جوا (داخل) كنيسة جوا المسجد.. يسقط يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.


كما رددوا هتاف الانتفاضة التي أطاحت بمبارك "الشعب يريد إسقاط النظام".


ويتهم نشطاء جماعة الإخوان المسلمين بأنها خذلتهم العام الماضي حين تركتهم يواجهون الشرطة وانشغلت بانتخابات مجلس الشعب التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني.


ويتهم سياسيون الجماعة بعقد صفقة مع المجلس العسكري ضمن بها العسكريون خروجا آمنا من الحكم قبل تسليمه لمرسي الذي فاز في انتخابات أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر. ونفت جماعة الإخوان والمجلس العسكري ذلك.


وقال شاهد من رويترز في مدينة الإسكندرية الساحلية إن عشرات النشطاء رشقوا القوات التي تحرس مبنى مديرية الأمن بالحجارة اليوم وإن القوات ردت عليهم بقنابل الدخان.


وفي مدينة المنيا جنوبي القاهرة حمل نشطاء نعوشا رمزية في مسيرة بالمدينة مرددين هتافات من بينها "القصاص القصاص من اللي بيضرب بالرصاص" و"سيب (دع) الورد يفتح سيبه.. دم الشهدا مش هنسيبه (نتركه)."


ورفعت في شارع محمد محمود صورة للناشط القبطي مينا دانيال الذي قتل بجانب 26 قبطيا آخرين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون القريب من التحرير في اشتباك بين ألوف النشطاء أغلبهم مسيحيون وقوات من الجيش في أكتوبر تشرين الأول العام الماضي.


كما رفع المتظاهرون صورة للناشط أحمد حرارة الذي فقد إحدى عينيه في الانتفاضة وفقد الأخرى بطلق خرطوش في شارع محمد محمود العام الماضي.


وغطى محتج إحدى عينيه بقطعة من الشاش ألأبيض كتب عليها "جدع يا باشا" في تذكير بمقطع فيديو تبادله نشطاء يصور ضابط شرطة يصوب طلقة في عين شاب ثم يضحك أحد الجنود وهو يحييه على مهارته قائلا إن الطلقة أصابت "عين الواد.. جدع يا باشا."


ويحاكم الضابط محمود الشناوي بتهمة فقء عيون عدد من المتظاهرين.


وتحول شارع محمد محمود منذ العام الماضي إلى ما يشبه المتحف المفتوح لرسوم ولافتات.


وحمل متظاهر اليوم لافتة كتبت عليها عبارة تقول "احنا ما عملناش ثورة علشان نخلع مبارك. احنا خلعنا مبارك علشان نعمل ثورة".


وهتف نشطاء قرب ختام المظاهرة "اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام" داعين إلى اعتصام مفتوح في ميدان التحرير.


وهتفوا "مش هنمشي مرسي يمشي" على غرار هتافهم ضد مبارك.