جارنا المستوطن وبلدية القدس الإسرائيليه
راسم عبيدات / القدس
16-02-2007 02:00 AM
....... بعد أن من الله علينا في جبل المكبر، بحي إستيطاني يمتلكه ويشرف عليه أحد
المليارديريه اليهود ، حدث عندنا في جبل المكبر سلسله من التطورات والتغيرات ، ولعل
البعض يتخيل أو يتصور أنه حدث عندنا نقله حضاريه ، عملا بالقاعدة الصهيونيه ، بأنهم أمة
حضاريه ، ونحن رعاع ، ولكن الذي حدث ، أن الجار الجديد " خفيف الظل " ، حلف بتراب أبيه
، أن يجعل عيشه وحياة أهل المكبر أمر من القطران ، وأن ينبش قبور أمواتهم ، وحتى يثبت
أنه كحكومته " محب للسلام والجيره " ، فبعد أن قام بالإستيلاء على الأرض التي يدعي أنه
إشتراها ، وحتى يستطيع تنفيذ مخططه الإستيطاني ، وتجاوز إعتراضات السكن العرب ، قام
بالإستيلاء على الأراضي المجاوره وبمساحه تعادل مساحة الأرض التي يدعي ملكيتها ، وكذلك
قام يتجنيد كل علاقاته وأدواته الحكوميه والبلديه ، حيث بادرت البلديه ، خدمة لهذا
المشروع ودعم وإسناد له ، بمصادرة الأراضي المحيطه بالمشروع والمصنفة على أنها أراضي
خضراء ، أي ممنوع البناء فيها ، لما يسمى بالمنفعه العامه ، والمنفعه العامه في عرف
البلديه ، لا تعني إقامة حدائق أو متنزهات أو ملاعب أو مدارس أوطرق وشوارع لمنطقة تفتقر
الى كل هذه الخدمات ، بل لمصلحة المشروع الإستيطاني ، حتى يكتسب صفة الشرعية والقانونيه
، وهذه البلديه والتي جرفاتها بالمرصاد وجاهزه لهدم أي بيت عربي يقام تحت حجج وذرائع
البناء غير المرخص ، هذا الترخيص ذو الشروط التعجيزيه والتكاليف الخياليه ، والذي إذا
منح لا يمكن صاحب الأرض إلا من إقامة بناء لا يزيد إرتفاعه عن طابقين ، وبمساحه لا تزيد
عن 25% من مساحة الأرض المرخصه للبناء ، ولأن البلديه الإسرائيليه ، " ليست عنصريه وضد
سياسة التميز والتفرقه " ، منحت الجار المستوطن إقامة أبنيه بمعدل ثماني طبقات ،
وبمساحه تزيد عن 120% من مساحة الأرض المرخصه ، وهنا تستحضرني مفارقه عجيبه غريبه ، فلي
صديق أقام بناء في منطقة جبل المكبر ، وبتراخيص رسميه ، ولكن فجأة إكتشفت البلديه ، أنه
يرتفع هوائي زيادة عن المطلوب بحوالي مترين ، فأمرته بوقف البناء منذ ما يزيد على عامين
، " وداخ السبع دوخات " في المحاكم الإسرائيليه ، والمحكمه تطالب بفرض غرامه ماليه عليه
تصل الى عشرات الآف الشواقل ، والقاضي يطالبه بإيجاد طريق لمعالجة هذا التجاوز ، وصديقي
يقول ، أن المقصود بذلك ، هدم البيت ، والهدم أو المخالفه ، لماذا ؟ لأن بيت صديقي مقام
بالقرب من مستوطنة " هرمون هنتسيف " ، والمقامة على أراضي قريتي صورباهر وجبل المكبر ،
والأبنيه المقامه فيها ، عدد طوابقها يترواح بين أربع الى ست طبقات ، وبيت صديقي ذو
الطابقين ، والمقام في منطقه أخفض من الأبنيه الإستيطانيه ، وحسب الدعوة والإعتراض من
قبل المستوطنين ، فإنه يحجب منظر البحر الميت صباحا ومساءا عن المستوطنين ، بربكم ، هل
هناك قوانين " قراقوشيه " أكثر من هذه ، ولنعود لجارنا المستوطن " المسالم " ابن ساره ،
فأول شيء عمله ، أنه أخذ يصول ويجول ، وأي ساكن في جبل المكبر ، وبيته يبعد عن بناءه
الإستيطاني 5كم ، ويريد عمل رخصه لإقامة بناء ، يعترض عليه بحجه أن البناء يشوه المنطقه
، ويخل بملامح تحسين المدينه ، ويحجب منظر القدس ( الأقصى والصخرة ) ، حاليا ، وما
يخططون لإقامته بعد هدم الأقصى ، الهيكل المزعوم عن المستوطنين ، ولكم أن تتخيلوا هذه
الوقاحه وقلة الحياء ، مستوطن يقيم أبنيه من ثماني طبقات ، تحجب الشمس والهواء ، عن كل
سكان المكبر ، يقيم دعاوي وإعتراضات على من يقيمون أبنيه لا تزيد عن طابقين إرتفاعا ،
لأنهم يحجبون منظر القدس عن المستوطنين ، والأمر لم يقف عند هذا الحد ، بل ان
المستوطنين ، أخذوا يدعون عبر شركه إستيطانيه ، أنهم يمتلكون جزء من الأرض المقامة
عليها قبور أهل المكبر ، وأرسلوا لهم الإخطارات القانونيه بأن عليهم إخلاء الأرض ، وإلا
فإنهم سيقومون بنبش القبور ، وهذا ليس بالجديد ففي حالة الوهن التي تعيشها الأمه ، بجري
نبش قبور المسلمين في طول البلاد وعرضها ، كما حدث في مفبرة مأمن الله في القدس الغربيه
، وصفد , ويافا , وطبريا ، وبيسان ... الخ ، والمهم أنه مع الشروع في إقامة الحي
الإستيطاني في جبل المكبر ، يا سبحان الله ، فبلدية القدس والتي لا تتعرف على أهل
المكبر ، إلا في الهجمات الضرائبية بمختلف أشكالها وأنواعها ، وإرسال جرافاتها لهدم
بيوتهم ، حيث الشوارع على سبيل المثال لا الحصر ، من عهد الإنتداب البريطاني ، وبدون
أرصفه ، ومليئه بالحفر ، وتفتقر الى أعمدة الإناره ، واذا وجدت في بعض المناطق ، فهي في
أغلب الأحيان غير صالحه ، ناهيك عن عدم توفر شبكة مجاري في أغلب مناطق البلده والتي
يزيد عدد سكانها عن عشرين ألف نسمه ، والنقص الحاد في الأبنيه المدرسيه ، وعدم وجود أي’
ملاعب أو حدائق أو متنزهات عامه للسكان ، وحتى حاويات القمامه تتوفر بأعداد قليله ،
ولكن مع إقامة الأبنيه الإستيطانيه ، شرع في فتح " إسترادات " من الشوارع ، وجهزت بكل
ما تحتاج إليه من بنيه تحتيه ، أعمدة إناره ، شوارع ، جدران إستناديه ، مدارس ، وحدائق
... الخ ، وطبعا ، أهل المكبر يدفعون كل الضرائب المطلوبة منهم ، وفي المقابل ، فإنهم
لا يتلقون خدمات مقابل هذه الضرائب ، والبلديه دائما في تقاريرها ونشراتها السنويه ،
تشير إلى ما تقدمه من خدمات لسكان القدس الشرقيه ، ليست موجوده على أرض الواقع ، وأنا
أرى أنه من الضروري ، أن بقوم سكان القدس الشرقيه العرب ، برفع دعوى جماعيه على بلدية
الإحتلال ، حيث أن مجموع ما يدفعه ، سكان القدس الشرقيه من ضرائب ، يبلغ 18% من مجموع
الضرائب المجباة من سكان القدس ، وما يتم صرفه عليهم لا يتجاوز 6% ، والباقي يصرف على
الإستيطان ومشاريع تطويريه أخرى في القدس الغربيه ، وهذا الحال والوضع الذي يعاني منه
أهل المكبر ، ليس الإستثناء ، بل هو حال أغلب ، بل جيمع المناطق العربية في القدس
الشرقيه ، ونحن نعرف أن هذه سلطه محتله ، وليست معنيه بإقامة أية أعمال تطويريه في
المناطق العربيه ، ولكن الشيء المحزن والمبكي ، هو ظلم ذوي القربى ، والذين يكثرون من
الشعارات والخطابات عن القدس ، وعن عروبيتها وإسلاميتها ، ولكن على أرض الواقع لا
يعملون شيئا من أجلها ، حيث دائما نسمع طحنا ، ولا نرى طحينا ، والقدس الشرقيه ياعرب
ويا مسلمين ، يجري تهويدها على قدم وساق ، ومططات تطهيرها العرقي تشارك فيها ، كل
الأجهزه والمستويات الرسميه وغير الرسميه ، فهل من مجيب ومنقذ ومغيث ، أم نستمر في
العزف على نفس " السمفونية " ، من الشعارات والخطابات ، " وكليشهات " الشجب والإدانة
والإستنكار ، وتضيع القدس كما ضاع العراق .؟
البريد الالكتروني
shadyrasem@yahoo.com