عمون - اكتب هذا المقال والقلب ينفطر حزنا على ما الت اليه اوضاع بلدنا الحبيب ...
ففي ايام قلائل تحولت مدننا الامنة والتي كنا نتفاخر بامنها امام الامم الى مدن يخشى المرئ فيها الخروج من بيته مساء او ان يسافر الى مدينة اخرى خوفا من العصابات والمجرمين الذين وجدوا في هذه الموجة من الاحتجاجات فرصة ذهبية لينقضوا على الناس الامنين في بيوتهم وسياراتهم ومحلاتهم التجارية..
فقبل دقائق من كتابة هذا المقال اتصل بي صديق يرجو المساعدة لادخال اخيه الى مستشفى البشير اثر تعرضه لاطلاق نار واصابته بعيار ناري في فخذه بعد ان تعرض له مجرم مسلح وطلب منه نقوده وهاتفه الخلوي وعندما رفض اطلق عليه النار بدم بارد ...
وقد توالت الى مسامعي قصص اخرى كثيرة في هذين اليومين الماضيين عن قيام عصابات مسلحة على طريق البحر الميت غيرها من المناظق بالسطو المسلح على سيارات المواطنين وخطفها منهم تحت تهديد السلاح ...
اذا من رمى الاردن الى المجهول؟ وحوله الى منتجع للعصابات بسرعة البرق؟
انه حتما هذا القرار المتسرع من قبل رئيس الحكومة الذي صرح امام الصحافيين انه وحده المسؤول عن هذا القرار وانه خالف نصائح كثير من الدوائر المعنية ...
لقد كان القرار هو الاسوأ وليس البديل , حيث اثبت كثير من الاقتصاديين المشهورين في هذا البلد على شاشات التلفزةوالاذاعات المختلفة عدم صحة هذا القرار وبانه يحمل في طياته مخاطر كثيرة اثبتت الايام وكما نرى صحتها ...
اما عن الهبة الشعبية الهائجة فقد ركب موجتها الكثير من المتربصين لهذا الوطن والذين بدأوا بتنفيذ اجندتهم المشبوهة في خضم هذا البركان الثائر كما قام المئات من المجرمين وافراد العصابات باستغلال انشغال رجال الامن للانقضاض على المواطنين الوادعين ...
وهنا لابد من التنبيه الى خطورة هذه الاوضاع حتي يقوم المواطن الى اتخاذ كل الاجراءات الامنية اللازمة للحفاظ على سلامة عائلته وممتلكاته من سيارة ومنزل ومحل تجاري وغيره, وقد رأيت بعض الجيران يقومون بوضع الابواب الحديدية امام ابوابهم وتركيب كاميرات مراقبة في الكاراجات كما انه يفضل عدم الخروج في اوقات متأخرة من الليل ويجدر بالنساء توخي الحذر الشديد وعدم حمل الحقائب النسائية على الكتف اثناء المشي في الشوارع والتسوق في المولات .
ما يطلبه الشعب الاردني الآن هو اعادة الوضع كما كان عليه سابقا وذلك بالغاء قرار الحكومة والتوقف الفوري للمظاهرات والاحتجاجات حتى يتسنى لنا جميعا بمساعدة الاجهزة الامنية التصدي لهذه العصابات المجرمة قبل ان تعيث فسادا في وطننا الغالي.