عمون- كيف تصبح بطلا؟: ماذا يعني لنا في "مخالفة" النسور "لقرارات" المخابرات؟!
للوهلة الأولى, يمكن ان يستنتج من حديث النسور في مخالفته "لرأي" المخابرات مايلي:
1. لو تركنا الامور على عواهنها وتركنا رأي المخابرات يمضي بحرية, لكان الاردن في "الف داهيه"!
2. كلام النسور يأتي لتصديق للقول الشائع بأن المخابرات لا تزال تتدخل في كل كبيرة وصغيرة!
3. ان المخابرات قد تكون سبب "مصائبنا" اليوم بسبب قراراتها السابقه وتأثيرها على قرارات رؤوساء الوزراء السابقين, لانه هو فقط من استطاع ان يخالف والبقية السابقة لم تستطع المخالفة, وانما الاذعان لهم!!
4. ان المخابرات العامة, تخلو من الدراسات والابحاث والباحثين, ومن هنا قراراتهم قد تكون فردية وعشوائية وفيها قصر نظر!!
5. الاصلاح السياسي والاقتصادي, ينهضان كلما ابتعدت عن رأي المخابرات وتوصياتهم!
6. المخابرات العامة اجتهدت ولكنها لا تستطيع التأثير, ولكن القرار الاول والاخير يعود لرئيس الحكومة, وكل ما يشاع عن دور المخابرات "التدخلي" هو باطل وعلى الاقل مبالغ فيه.
7. ان المخابرات العامة, يجب ان تبقي دورها في الامن التقليدي والسياسي بالتحديد, واما فيما يتعلق بالشؤون الاخرى يجب ان يتوقف, ومن أهمها الاقتصاد, واعطي الخبز لخابزه ولو اكل ثلاث ارباعه!
8. النسور لديه الارقام الاقتصاديه والمخابرات أخفقت في امتلاكها.
9. كلاهما يملك الارقام، ولكن النسور اكثر حرصا على الوطن منهم!
10. انو هوه "غير" و"البطل الحقيقي" من يقول لا للمخابرات!
امّا ما أقرأه أنا من قرار مخالفة النسور لرأي المخابرات شيء اخر: صناعة البطل وبمزاجهم".
مع تحفظي لنظرية المؤامرة في كثير من الاحيان, فاني ارى جعل النسور بطلا, هو ليس بالخروج عن المخابرات, لا بل أصبح "بطلا", بملء ارادتهم وبمزاجهم, لان الوقت الراهن الدقيق الحرج, بحاجة الى "بطل" وكبش فداء, على حساب يرضي يلي "الفوق" و يطمئن يلي"التحت". ومن هنا لا اظن ان الدائرة تمانع ما صرح به النسور عن الخروج عن "طاعتهم" ورغباتهم, بل لا استغرب ان طلبت منه التصريح بهذا الشأن. لاننا قد نتساءل ايضا, بما ان العمليه تصب في اطار البطوليه والتميز, فلماذا لا تشمل المظلة "البطولة" الامور التالية:
1. بما انه هيك الامور, ماذا يمنع النسور اليوم من تقديم "الفاسدين", وزج 10 ذهبي و20 فضي في القفص ايضا!
2. اذا كان الامر فيه من البطولة والجرأة والاستقواء على "رأي" المخابرات, لماذا لم يستطع الاستغناء عن وزراء مدى الحياة" ابّان تشكيل حكومته؟"
3. لماذا لا يشمل هذا الاختراق, سياسات التعيينات والمحسوبيه وغيرها في الوزارات وخاصة وزارة الخارجيه, التي كم كنت اتمنى ان ابن حارس او ابن مزارع او ابن عتّال دبلوماسي فيها!
الخاتمة: لكل حصان كبوة: جاؤوا بك للاقتصاد ... لا للسياسة يا نسور!
المخابرات اذكى مني ومنك وبكثير, واذا ارادوا منك ان تكون ذكي فستكون ذكي, واذا ارادوا منك ان تكون "بطلا", فستكون "بطلا", بغض النظر عن اختلاف السيناريو والظرف والمكان. فقد تكون "بطلا" ببنطال و"بطل" بشورت و"بطل" بشماغ وبطل وانت ابو صلعة وبطل وانت ... شاهد مشفش حاجه!
يبدو للكثيرين وللنسور أيضا بأن مجيئه الى "الحكم" كان سياسيا بحتاً, وتتمحور في "تشطيب" الملف السياسي الداخلي الخاص بالانتخابات المقبلة, ولكن في الحقيقة جاؤوا بالنسور لقضايا اقتصاديه بحته, لسبب بسيط كون لم يبقي البرلمان السابق شيء للتحدث في السياسة الداخليه اليوم, وان "اي" شخص يستطيع ادارة الانتخابات المقبلة كونها ادارية بحته لا تتطلب شيء من "الاختراقات" او من "القرارات والمجازفات" السياسية الحساسة, فكل هذه الامور تم طيّها في السابق!
لخلفيته الاقتصاديه, ولكونه "معارض", ولتمتعه بالدبلومسيه, وللشعبية التي حظي بها مؤخرا, وبالنظر الى الوضع القانوني حينها الذي استوجب تغيير رئيس الحكومة, جاءوا به، ليكون.. "بطلا" "بطلا" "بطلا"!