"مرة أخرى" .. لماذا يصمت الناطق الرسمي .. ؟!
عودة عودة
17-11-2012 09:38 PM
قبل أيام قليلة إحتجت النقابات المهنية و عدد من الإتحادات الطلابية الأردنية " إتحاد طلبة المدارس ( أجيال ) " و " الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة ( ذبحتونا ) " عن كراسات وزعتها وزارة التربية و التعليم في مدارسها تظهر إسم " إسرائيل " على خارطتي الأردن و فلسطين ..!!
نقابة المعلمين بالذات و النقابات المهنية جميعها جُن جنونها لما جرى , نقيب المعلمين رفض أي تدخل " إسرائيلي " في المناهج الأردنية منتقداً توزيع هذه الكراسة في مدارس المملكة و دون علم من النقابة المظلة الحقيقية للتربية و التعليم في الأردن داعياً الى محاسبة المسؤولين الذين دفعوا هذه الكراسات لتكون بين يدي أبنائنا الطلبة .
كما استهجن رئيس مجلس النقباء المهندس محمود زياد أبو غنيمة قيام الوزارة بتوزيع كراسات إختفت فيها كلمة الأردن و فلسطين و ثُبتت كلمة إسرائيل على خريطتي الأردن و فلسطين و كأن الأردن و فلسطين غير موجودتين معتبراً ما جرى من هذه الحادثة الغير مسبوقة إستخفاف بمعلمينا و طلابنا أمل المستقبل في وطننا محملاً " أبو غنيمة " الحكومة الأردنية و بالتحديد وزارة التربية و التعليم المسؤولية الكاملة عما جرى من تلويث لعقول أبنائنا الطلاب و الطالبات بأكاذيب إسرائيلية .
مرة أخرى يصمت الناطق الرسمي للحكومة على هذه الحادثة و كما صمت على حوادث أخرى و حتى كتابة هذه السطور و منها قيام القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي بعرض مناورات كبيرة وضخمة للجيش الإسرائيلي وفي المقدمة "اللواء غولاني" أقدم وأشهر ألوية الجيش لدى العدو الإسرائيلي للتدريب على عبور نهر الأردن.. والمناورات كما قال المذيع الإسرائيلي: بدأت قبل عام وشملت عمليات عسكرية واسعة لعبور معدات وجنود إسرئيليين لنهر الأردن ومن مناطق مختلفة التضاريس متباعدة ومتقاربة ومن طرق معبدة وأخرى ترابية وأرض عراء ومن فوق جسور حديدية جاهزة نصبت على عجل على نهر وقوات أخرى عبرت النهر من مياه ضحلة كانت في مقدمتها دبابات هاركافا وناقلة جند ومدافع وصواريخ وسيارات تموين وإسعاف واتصالات... وأن هذه المناورات استمرت عاماً كاملاً ليلية ونهارية شتاء وصيفاً وربيعاً وعندما يصبح ربيع الأغوار وأزهاره ارتفاعها أكثر من متر حيث كانت جنازير الدبابات تطوي في سيرها السريع أزهاراً يانعة وجميلة .
وكما يعرف الجميع, فالتدريب في الجيش الإسرائيلي ليس تضييعاً وتزجيةً للوقت في الحياة الجندية لدى العدو في الجيش الإسرائيلي, يعرف الحقيقة هذه كل أخوتنا الذين خاضوا حروب 48 و 67 و 73 و 82 و 2006 في لبنان و2008 وحرب الإستنزاف عامي 68 و 69 في الأغوار و في السويس و الإسماعيلية و الجولان وفي الانتفاضتين الفلسطينيتين عامي 87 2000 .
والغريب... العجيب لم يعلق الناطق الرسمي أو أي مسؤول حكومي أردني .. أو حزبي أو نقابي من أحزابنا و نقابتنا الأردنية العتيدة وما أكثرها على مثل هذه المناورات العسكرية الإسرائيلية الإستفزازية و على بعد عشرات الكيلومترات من عاصمتنا و مدننا الرئيسية.. والغريب العجيب أيضاً أن جامعة الدول العربية والدائرة العسكرية فيها و رئيسها نبيل العربي لم نسمع منهم كلمة إحتجاج واحدة حول هذه المناورات السافرة والتي تضمر العداء للأردن ووطننا العربي مستهدفة أمننا الوطني الأردني و القومي العربي , هذا الأمن الذي أصبح " مباحاً "في زمن" الثورات" العربية التي ابتعدت كثيراً عن دورها ومهامها الرئيسة في المحافظة وحماية الإنسان والتراب العربي.
عدم التعليق الحكومي.. والحزبي الأردني على التصريحات الإسرائيلية المتكررة والتي تمس أمننا الوطني والقومي وضمن سياسة وضع الأصابع في الآذان حكوماتنا و أحزابنا أصبح من الأمور اليومية العادية.. فقد سبق المناورات الإسرائيلية هذه لعبور نهر الأردن تصريحات لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو أعلن فيها وعلى الملأ: سيبقى الجيش الإسرائيلي في "الأغوار" الى الأبد، فأي غور يريده نتنياهو هل هو الغور الأردني أم الغور الفلسطيني أم كلاهما معاً ولم يسأل مسؤول حكومي أو حزبي أردني مثل هذا السؤال على الرغم من وجود إتفاقية وادي عربة المبرمة بين الإسرائيل و الأردن قبل 18 عاماً.
ما يجري على نهر الأردن في هذه الأيام من مناورات عسكرية إسرائيلية لعبوره و إحتلال ما خلفه يجب أن توقف "المختلفين " على من هو العدو الحقيقي للأردن وعلى "فزاعة" الوطن البديل فلا عدو للأردن والعرب إلا العدو الصهيوني الذي يعلن صباح مساء أن حدود دولته الآن مؤقتة وأن حدوده القادمة هي حدود دولة " إسرائيل الكاملة " من الفرات الى النيل و لا داع للدخول في التفاصيل ...!!
Odeha_odeha@yahoo.com