تهدئة أم تصعيد؟فهد الخيطان
17-11-2012 10:32 AM
كما كان متوقعا، خرج الآلاف في مسيرات احتجاجية بعد صلاة "جمعة الغضب" في جميع محافظات المملكة. حافظت المسيرات على طابعها السلمي؛ قوات الأمن تواجدت بكثافة في مواقع المسيرات، وتعاملت بانضباط شديد مع المتظاهرين. وحتى ساعة كتابة المقال، لم تسجل أعمال تخريب أو اعتداءات على الممتلكات. لكن بالقياس إلى تطورات الأيام الماضية، فإن مثل هذه الممارسات تحدث في ساعات الليل.وفي محاولة لتنفيس الاحتقان وامتصاص الغضب الشعبي على قرارات رفع الأسعار، بدأت السلطات أمس بالإفراج عن عشرات النشطاء الذين أوقفوا خلال الأيام الماضية.كل ذلك أمر طيب. لكن الشيء المقلق والخطير هو في سقف الشعارات المرتفع الذي سيطر على جميع المسيرات. شعار "إسقاط النظام" الذي كان يردده في السابق بضعة أشخاص هنا وهناك، كان الشعار المركزي في مسيرة "الحسيني" وفعاليات المحافظات. وتلازم هذا التطور مع منحى آخر لا يقل خطورة، وهو إصرار المتظاهرين على التوجه إلى الديوان الملكي للتعبير عن احتجاجهم على قرارات اتخذتها الحكومة، على غرار ما فعلوا الليلة قبل الماضية.بلغ الغضب الشعبي أوجه في الأيام الثلاثة الماضية، عشنا خلالها أجواء انتفاضة شعبية تجاوزت ما حصل في العام 1989 من حيث شمولها لكافة مناطق المملكة، وحدّة شعاراتها، وما رافقها من عنف.السؤال: هل تحافظ الحركة الشعبية على زخمها وعنفوانها في الأيام المقبلة، أم تميل إلى التهدئة وتنتقل إلى أشكال احتجاج مدنية؟المؤشرات تزكي الخيار الثاني. فقد أعلنت النقابات المهنية عن برنامج أنشطتها الذي يتضمن التوقف عن العمل يوم غد ولمدة ساعتين. فيما أطلقت القوى الحزبية الدعوة إلى إضراب عام غدا بالتزامن مع الإضراب الذي تبنته نقابة المعلمين، إضافة إلى وقفات احتجاجية متوقعة في عدة مناطق.هذه الأشكال من الاحتجاج على ما فيها من دلالات سياسية مهمة، تظل أقل خطورة من مظاهر الاحتجاج العنيف التي شهدناها مؤخرا؛ مثل حرق المؤسسات الحكومية والخاصة، وقطع الطرقات، والتشكيلات المسلحة التي ظهرت في أكثر من منطقة. وتقوم على تنظيم مثل هذه الاحتجاجات المدنية أوساط محسوبة على الطبقة الوسطى، ويراهن كثيرون على أن شعاراتها ستكون أكثر اعتدالا من شعارات المتظاهرين في وسط البلد والمحافظات.لا يعني ذلك أن مستوى الإنذار قد انخفض؛ ربما تستمر الأحداث في المحافظات بنفس الوتيرة لحين التراجع عن قرار إلغاء الدعم، لكن المؤكد أن الأزمة ستأخذ منحىً سياسيا، وستعكف مختلف الأطراف على بلورة مطالبها وشروطها.خلال الأيام الماضية، انشغلت الدولة في إحصاء الخسائر البشرية والمادية للأزمة، وتصدر القادة الأمنيون المشهد. مع نهاية اليوم الرابع على الاحتجاجات، ربما يكون الوقت قد حان لنبدأ في تقدير حجم الخسائر السياسية التي تكبدتها الدولة حتى الآن، والآثار المدمرة التي خلّفتها على مكانة الدولة، وعلى العملية الانتخابية التي أصبحت في مهب الريح.منذ اللحظة الأولى لتفجر الغضب الشعبي، قفز الشعار السياسي إلى واجهة الأحداث، ولم يكن في مواجهتها سوى قوات الأمن. مع بداية أسبوع جديد، نأمل أن نرى الوجه السياسي للدولة، عسى أن نصل إلى تفاهم يجنبنا الانزلاق إلى الحل الأمني وتبعاته الخطيرة.
|
مع بداية أسبوع جديد، نأمل أن نرى الوجه السياسي للدولة، عسى أن نصل إلى تفاهم يجنبنا الانزلاق إلى الحل الأمني وتبعاته الخطيرة.....ان شاء الله
الحكومة ...اتمنى على المسؤولين في المرحلة المقبلة الالتزام بقاعدة واحدة : فليقل خيرا او ليصمت حفظا للاردن !!
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة