عمون - دعوة مجلس نقابة المعلمين الى اضراب مفتوح احتجاجا على قرارات رفع الاسعار، يحمل دلالات خطيرة ومتناقضة مع اهداف النقابة، تتمثل في أن التخوفات التي كانت تنتاب البعض عند إنشاء النقابة، اصبحت حقيقية.
وإن اولى الدلالات الخطيرة، لتلك الدعوة، التي كانت محط استغراب واستهجان واستنكار جميع اولياء الامور، بأنها (الدعوة)، تجسد حالة استغلال بشعة لقيادات النقابة، الذين هم مؤتمنون على تطوير المهنة والرقي فيها، بما ينعكس على ايجابا على المعلم وبالتالي على ما يقدمه للطالب.
وهذا السلوك البشع غير التربوي وغير المهني يتمثل في استغلال المعلم لاجندات سياسية، لا تأخذ بالاعتبار اي تبعات لمثل هذه الدعوة، والتي قد تصل الى تعريض حياة الطلبة الى الخطر.
وثاني الدلالات الخطيرة، ان قياداتها انجرت الى حد قد يوصف بالانصياع او اداة تنفيذية لاجندات غير مرتبطة بمصلحة العملية التعليمية والمعلم والطالب، خصوصا وان اضراب المعلم يعني تشرد الطلبة في الشوارع وتعطلهم عن الدراسة.
وتحمل دعوة مجلس نقابة المعلمين اعضاءها للاضراب، هو سلوك غير اخلاقي، خصوصا وان مهنة التعليم، لا تقل اهمية عن مهنة الطب، وان المعلم في سوية الطبيب، من حيث اهمية ما يقدمه، فماذا يعني ان ينقطع الطالب عن دراسته لمدة اسبوع او اكثر، سوى تفويت فرصة التعلم والتأهيل، ليكون السؤال لحساب من؟
الاحتجاج على قرار رفع الاسعار، بشكل سلمي وحضاري، امر يكفله الدستور، ومعارضة القرار بما يحمله من كلفة مالية على المواطنين حق لكل مواطن ضمن الاطر القانونية، ولكن استغلال ورقة المتاجرة والاستغلال في مستقبل ابناء الاردنيين من أجل اجندات خاصة، أمر مرفوض.
وفي الوقت الذي يشكل قرار رفع الاسعار عبئا ماليا على المواطنين، فإن حرمان الطلبة من التعلم نهل العلم، يشكل اعباء مالية وتربوية، للطالب وكذلك اولياء الامور، فهنالك نسبة كبيرة من الطلبة ملتحقين بمدراس خاصة ورسومها الدراسية تصل في بعض الاحيان الى اعلى من الرسوم في الجامعات، وان عملية توقف المعلم عن التدريس تحت غطاء دعوة النقابة، من سيتحمل كلفتها المادية والتربوية والتعليمية؟
إلا يعلم نقيب المعلمين، ان الوقت او الفترة الممنوحة لتدريس طلبة الثانوية العامة للمناهج المقرر غير كافية، وانه كان هنالك احتجاجات من طلبة واولياء امور على موعد الامتحانات النهائية، فكان الاجدر به العمل على هذه المشكلة، لا زيادة الاعباء على الطلبة وسرقة واغتصاب اوقاتهم الدراسية، وإلا فإن اولويات مجلس النقابة، ليس العملية التعليمية، بمحاورها من معلمين وطلبة، وانما اولويتها واجندتها سياسية بحتة.
دعوة نقابة المعلمين، تعكس حالة استقواء على الدولة، وتجعل من تلك النقابة عصابة تجد في الطلبة «رهينة» بأيديهم، للضغط على الحكومات لتنفيذ اجندات او للاعتراض على قرارات وسلوكيات، فهل هذا يندرج ضمن السوكيات الديمقراطية التي يجب ان نغرسها ونعلمها لابناءنا الطلبة.
رفض وانتقاد الدعوة الى اضراب المعلمين، لا يعني باي شكل من الاشكال حرمان المعلمين من التعبير عن رايهم، ولكن ليس على حساب الطالب بحرمانه من الدراسة وتعطيل العملية التعليمية، لا تسجيل مواقف سياسية واستعراضية على حساب الطلبة ومستقبلهم.
دعوة مجلس نقابة المعلمين للاضراب العام بين الطلبة، قرار مرفوض، ويجعل مجلس النقابة امام مسؤولية كبيرة من الناحية الاخلاقية والمهنية وكذلك القانونية، فالدعوة ايضا تحمل في ثناياها تعطل المسيرة التعليمية للطلبة ودفعهم الى الشارع وتعرضهم للخطر.
الراي.