ضمن حزمة سياسات "ماخدين على خاطرنا" من السعودية: هل سنفطر في رجب العام المقبل ؟!
في ايام "الشتاء العربي", عندما كان المواطن العربي يتجمد فقرا وقهرا وذلا, وعندما كان المطر أسودا ينهمر عليه من كل صوب ومن كل جبار عنيد, كانت الفتاوى جاهزة قاطعة ودامغه, مصبوبه صب, لا جدال ولا نقاش ولا لبس فيها, وكلها "تهتف" على قلب "شيخ واحد", في تحريم وعدمممم الخروج على ولي الامر ولو كان ... ! اما في أوج "الربيع العربي", وما ادراك مالربيع العربي العربي, حيث تبدلّت الالسنه والمبادئ والوجوه, فخرجت الاجتهادات تلو الاجتهادات فجأه, من نفس الوجوه والشيوخ, وخرجت معها كتب التفسير والتفاسير, والمعاجم والدواوين, لعلماء نعرفهم ولا نعرفهم, بلحيه وسكسوكه وبدون سكسوكه, ونزل "الوحي" من جديد, وهبطت السماء على الارض, وخط القلم ما خط في الدين والسياسة والفن والادب, وأصبحت الفتاوى تتزين وتتلون بابهى حليّها وازهى ملابسها ومفاتنها, وبقدرة قادر, ومن غير سابق انذار, وسبحان مغير الاحوال, وتقول يا اخوان يجبببب الخروج عن "الطاغيه هذا و"الطاغية" ذاك, للتعديهم على حدود الله, ولكننننن "فشق" عن هذاااك "الطاغيه" شويه ويلّي جنبو ويلي جنب جنبو, ثم اقفز هنا عن هذا و"فشّق" هناك عن ذاك, كونهم لايزالون أولياء الأمور, وعليه يجب الطاعة ولو كان ... !!
وفي الاردن, عندما بدأت موضة مكافحة الفساد تدق, بدأت الفتاوى المعنيه بمكافحة الفساد تهز, ... فتاوى"عالموضة" الرسميه! وعندما كنّا قاب قوسين او أدنى كما راه البعض من الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي, كانت الفتوى بالافطار برؤية الهلال والافطار مع الشقيقة الكبرى السعوديه, وعند المس بالممتلكات الحكومية الاخيرة, صدرت الفتاوى بتحريمها, وغيرها وغيرها من الفتاوى حسب الطقس والمزاج الرسمي العام!
*ريموت كونترول "الوحي" والفتاوى :
ولكن نسأل لماذا لم يكن هناك فتاوى تعنى بسرقة المؤسسات الدولة قبل تدميرها, ولماذا لم نسمع بالفتاوى المتعلقه بالشورى والديموقراطيه والصوت الواحد؟!! أين الفتاوى المتعلقه بتزوير الانتخابات؟؟ اين الفتاوى المتعلقه "بتحريم" سيداو؟؟!! أين الفتاوى المتعلقه بعبدة الشيطان ومن والاهم ومن موّلهم, ان كان الامر صحيحا؟ اين الفتاوى المتعلقه بالشباب الهائم على وجهه المجوّع بسبب الفساد والفاسدين؟؟ أين انتم وفتاويكم من المشاكل الاجتماعيه والاقتصاديه وغيرها؟ لا نطلب منكم التدخل, ولكن ان سبق وقد كان لكم رأي وفتوى في هذه وتلك في ظرف ما وعتمة ما, فعليكم ايضا النطق, في الاتجاه الاخر, بما تمليه السماء في هذا وذلك ايضا!
ويبقى السؤال, هل من سرق اقل جرما مما دمّر هذه المؤسسات وهي خاويه مفلسه؟ هل الجالس على شاشات التلفاز وهو ينظر الى المؤسسات التي نهبها وتم تحطيمها لاحقا أكثر وطنيه منهم؟؟ ! بالتأكيد ... لا هذا ولا ذلك! والله يحميك يا بلدي مما سرق الؤسسات اكثر ممن هدمها.. ويبقى السؤال ايضا هل سنصوم رمضان في شعبان لانا زعلانين شوي منهم, العام القادم!!
Dr_waleedd@yahoo.com