أيها الأردنيون .. صبر جميل وبالله المستعان ..
سلطان الحطاب
16-11-2012 05:02 AM
وعي الاردنيين هو الذي ابقى بلدنا آمناً, وتراجع الوعي يفقده أمنه, وأيا كانت الذرائع فان الامن لا بد ان يظل اولاً, ولابد من الانتباه حتى لا يتلوث الجرح الاردني الذي سببته الاحتجاجات الاخيرة على رفع الدعم وارتفاع اسعار السلع لا يليق بنا الاساءة لبلدنا.. ومن حقنا ان نحتج ونتظاهر ونشجب وندين, وان نغير خياراتنا وان نعيد احسان استعمالها فيمن يمثلنا او يحكمنا عبر اساليب ديمقراطية ومشروعة. فقد حافظنا على صورتنا المختلفة منذ ما قبل الربيع العربي حتى اليوم وجدير بنا ان نبقى نحافظ.
نعيش ازمة حقيقية اقتصادية اجتماعية ولا نريدها ان تتحول الى ازمة سياسية تعصف باستقرارنا وتمنعنا جميعا موالاة ومعارضة على القدرة على النجاة او الخروج من الازمة.
لقد اخطأت الحكومات ويمكن لخطأها ان يصلح باساليب عديدة ليبقى الوطن ولكن الشعب لا يخطيء ولا يُجمع على ضلالة الا اذا سلم قيادته لغير الحريص او الفوضوي والذين يقولون ما لا يفعلون يجب ان لا نغادر العقل ومنطق العقل وان لا نحكم الانفعال او الفوضى او نحتكم لهما.
نعرف ان قطاعات واسعة من شعبنا مسلحة لاعتبارات عديدة وتقليدية وتراثية ونعرف اننا ما زلنا في تراكيبنا الاجتماعية ذوي طبيعة عشائرية وجهوية وحتى تعصبية وكثير ما نشد على يد القريب وابن العشيرة او البلدة او الناحية على حساب المصلحة العامة او حتى الوطنية وهذه العوامل لا يجوز ان تتضافر ولا يجوز ان نسمع اولئك الذين يريدون الصيد في المياه بعد تعكيرها او الذين يريدون ركوب او تسلق معاناة الاردنيين وغضبهم ومعاناتهم من احدث شرخ او موجة تدمير تستهدف ما تم انجازه بعرق الاردنيين وجهدهم.. نعم نحن نعاني وما يحدث الان في الشارع الاردني فيه رسائل عديدة وواضحة للداخل الاردني وللجوار العربي وللخارج الدولي الصديق والعدو فكيف نقرأ هذه الرسائل.
اتوجه الى الاشقاء العرب, الى قياداتهم وخاصة في منطقتنا وجوارنا في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية الذين لم يقصروا وعليهم اليوم اكثر من أي يوم مضى ان لا يقصروا بل عليهم ان يمدوا يد المساعدة والعون والدعم والاسناد الذي هو استثمار في امنهم وفي بعدهم القومي وحماية لمصالحهم واهدافهم بعيدا عن اضطراب المنطقة وما يمكن ان يسبب الفوضى فيها.
واذا كانت المساعدات العربية المناسبة قد تأخرت او وضعت ضمن سياق يراه اصحابها فان الرسالة واضحة في ضرورة ان يساعد الاردن الذي ظل دائما الى جانب امته ومعها. فهل ما يجري لنا هنا هو ضغط علينا هل هو سوء قراءة من اشقائنا, هل هو سوء ادارة منا. هل هو غياب حرص وتراكم شكوى وعدم ايجاد حلول.. ايا كانت النتائج فان المطلوب انقاذ الذي في الماء قبل محاسبته ان كان يتقن السباحة ام لا.
اجتهدت الحكومة النسورية واتخذت قراراتها وانتقلنا الى حالة اخرى يجري فيها امتحان هذا الاجتهاد الذي قد يكون خاطئا فهل نصنف الاجتهاد وفي باب الاجر ام في باب الرفض ام في باب الصبر عليه ام رده بطريقة لا تؤدي بما هو اهم من قرارات الحكومة.. وهو الاستقرار. يمتلك شعبنا العديد من الوسائل للرد على قرارات الحكومة لكن لا يجوز ان يكون من بينها العنف او القتل.. فدم الاردنيين مقدس ولا يجوز هدره وعقولهم اكبر من ان يستخف بها او تفقد القدرة على اجتراح الحلول.
ينظر الاردنيون الان جميعا الى الخشبة المنقذة الى قيادتهم.. الى الملك ولا يدرون ما الاجابة. فقد جاءت المبادرة الملكية في زمن حكومة الطراونة واشترت وقتا ما لبث ان نفد.
صحيح ان الضرورات تبيح المحظورات والمحظورات هي ما فعلته حكومة النسور ولكن الى أي مدى يمكن للضرورات ان تعتمد وتقوي وتبرر نفسها والى أي مدى يمكن للمحظورات ان تكون الدواء الشافي او الحمل الذي يمكن شيله او الوسيلة التي يمكن استعمالها..
ادعو عقلاء الاردنيين وهم كثر على اختلاف رؤاهم ان يتحركوا بسرعة وان يحموا الوطن وان لا يرموا في البئر التي شربوا منها وشربنا منها جميعا حجارة يصعب رفعها. وان يتحدثوا بالحق والانصاف والحكمة والموعظة الحسنة وان يرفعوا اصواتهم التي يجب ان تسمع قبل فوات الاوان.. فاين هم العقلاء الان واين هم في الشارع الوطني العريض.. لا يجوز ان يبقى الامر بين الحكومة والشارع المحتج.. لا بد من ان يكون هناك من يحكم العقل ويأتي بما يحفظ الوطن وأمنه ومصالحه. ايها الاردنيون صبر جميل وبالله المستعان.
الرأي