تظاهرة ضخمة في مدريد مساء يوم غضب في اوروبا ضد التقشف
15-11-2012 01:38 AM
عمون - اجتاحت تظاهرة ضخمة مساء الاربعاء شوارع مدريد لتتوج يوم غضب في سائر ارجاء اوروبا ضد التقشف والبطالة وتردي الاوضاع الاجتماعية تخللته صدامات في اسبانيا وايطاليا.
وقد سار مئات الاف الاشخاص بحسب تقديرات وكالة فرانس برس في شوارع العاصمة الاسبانية بدعوة من النقابات من جهة، وتجمعات بدعوة من حركة الغاضبين امام حواجز الشرطة التي تحمي مجلس النواب.
وهذه التعبئة الحاشدة تتباين مع مشاركة خجولة نسبيا في المسيرات التي جرت في البلدان الاخرى، تجلت في خمسة الاف متظاهر في اثينا بحسب الشرطة وبضعة الاف في ايطاليا، تحديدا في تورينو وميلانو، وكذلك في فرنسا خصوصا في في باريس.
وفي لشبونة تظاهر الاف الاشخاص امام البرلمان لكن الشرطة اخرجتهم ضربا بالهراوات مع بداية المساء بعد ان تعرضت لرشق الحجارة والقاذورات خلال ساعة.
وبعد تدخل الشرطة قام متظاهرون يلاحقهم عناصر الشرطة باضرام النار في سلل القمامة فيما اقدم اخرون على تخريب واجهة احد المصارف في مشاهد غير مألوفة في البرتغال حيث تجري التظاهرات عموما في هدوء. وقامت الشرطة باعتقالات.
وقال خافيير غوميز (39 عاما) وهو عامل بناء عاطل عن العمل منذ سنة، بينما كان يشارك في مسيرة مدريد "جئت لاحتج على الاقتطاعات اينما كان، في الصحة والتعليم وزيادة ضريبة القيمة المضافة وطرد" المالكين الرازحين تحت ثقل الديون.
وصاح المتظاهرون الذين يرفعون اعلاما حمراء للنقابات "لدينا الحل، (وضع) المصرفيين في السجن".
وجرت تجمعات ايضا في نحو اربعين مدينة في البلاد خصوصا في بورتو كبرى مدن الشمال حيث تظاهر الفا شخص. وقد شكلت التظاهرات ذروة الاضراب العام الذي تسبب باضطراب في وسائل النقل والخدمات العامة.
وخلال مسيرة غصت بالحشود من محطة اتوشا للقطارات الى وسط مدريد، التقى المتظاهرون بتظاهرة اخرى دعت اليها حركة الغاضبين التي تعبر عن نفاد الصبر من تزايد الفقر وطرد اصحاب المنازل الذين يرزحون تحت الديون بينما تلتهم المصارف مليارات اليوروهات من المساعدات التي تمنح لها. ويعتزم المشاركون في حركة الغاضبين البقاء خلال المساء والليل في محيط مجلس النواب.
وخلف الحواجز تتولى نحو عشر شاحنات للشرطة حماية المدخل الى مجلس النواب فيما ينتشر العناصر بدون خوذات ولا دروع.
ويواجههم المتظاهرون من الجهة الاخرى بينهم كثيرون من الشبان يحملون لافتات كتب عليها "اسبانيا طردت"، في تلميح الى مأساة عمليات الطرد التي صدمت البلاد، او "ماريانو اذهب الى بيتك" في دعوة الى استقالة رئيس الحكومة اليمينية ماريانو راخوي.
وفي وقت سابق قامت شرطة مكافحة الشغب بتفريق مئات المتظاهرين مستخدمة الهراوات واطلاق الرصاص المطاطي في الهواء اثناء اضراب عام دعت اليه النقابات الاسبانية تحت شعار "يحرموننا من مستقبلنا، هناك مسؤولون عن ذلك، هناك حلول".
ومنذ الصباح تعيش اسبانيا التي تعد رابع اقتصاد في منطقة اليورو تعاني من بطالة بنسبة 25% وفقر متنام، بوتيرة بطيئة في ثاني اضراب عام منذ تولي حكومة ماريانو راخوي الحكم قبل نحو سنة.
وفيما يحد توفير الحد الادنى من الخدمات من الاضطرابات المرتبطة بالاضراب العام، وقعت بعض الصدامات خلال النهار حيث صدت الشرطة المتظاهرين ضربا بالهراوات واطلاق الرصاص المطاطي في الهواء.
وتم توقيف 82 شخصا واصابة 34 بجروح في احداث معزولة في سائر انحاء البلاد بحسب وزارة الداخلية.
وقالت الرسامة سوليداد خيمينيث (30 سنة) فيما كانت تنتظر في المترو انها تعتقد "ان الاضراب ليس افضل طريقة للاحتجاج" مؤكدة "هناك اناس لا يتحملون خسارة راتب يوم عمل" واضافت "ساحاول المشاركة في التظاهرة عصرا".
ويندرج هذا اليوم الذي استجاب ملايين من اصحاب الاجور لدعوات الاضراب بحسب النقابات، في اطار تعبئة اوروبية ضد سياسات التقشف التي تنتهجها حكومات عدة، شملت اضرابا عاما اخر في البرتغال.
وفي حين يتوقع ان يظل النمو في منطقة اليورو راكدا ولا يتجاوز 0,1% خلال 2013 بحسب المفوضية الاوروبية، حذر صندوق النقد الدولي رجال السياسة من ان التقشف قد يصبح "سياسيا واجتماعيا غير محتمل".
وحذر رئيس الاتحاد الالماني للنقابات مايكل سومر من سياسات التقشف في بلدان جنوب اوروبا.
وقال "في اليونان واسبانيا والبرتغال تنتهج سياسة تشقف على حساب الناس (...) انهم يدمرون هذه البلدان بالاقتطاعات (...) لذلك هذه المقاومة وهذه الثورة".
وفي ايطاليا اصيب شرطي بجروح خطيرة في تورينو بعد تعرضه للضرب من قبل المتظاهرين، وخمسة اخرون بجروح طفيفة في ميلانو في صدامات وقعت على هامش التظاهرات.
وقد توقف العمل لاربع ساعات في هذا البلد وكذلك في اليونان.
وقال طالب ايطالي يدعى ماريو نوبيلي (23 عاما) "ان اوروبا تنهض اليوم، من روما الى مدريد فاثينا".
وفي البرتغال تقلصت الحركة وتوقفت القطارات ومحطات المترو ولم تقلع العديد من الطائرات في اضراب احتجاجا على اجراءات التقشف التي اتخذتها حكومة وسط اليمين.
وكتب على لافتات "فلترحل الترويكا" داعية الى طرد دائني البرتغال الذين يقيمون حاليا اجراءات التقشف التي تنفذها الحكومة مقابل مساعدة دولية بنحو 78 مليار يورو، منحت للبلاد في ايار/مايو 2011.
وكالات.