المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ليست كافية للتكفير عن الجريمةخالد محادين
16-02-2007 02:00 AM
تحت عنوان الكرم البريطاني المثير للدهشة، كتبت في هذه الزاوية معلقا على تصريحات كانت وزيرة الخارجية البريطانية قد اطلقتها، والمتعلقة بقرار لندن وقف المساعدات التي تقدمها لندن للشعب الفلسطيني، وذلك كما اشارت تلك التصريحات الى وجود (متطرفين) فلسطينيين بين صفوف الفلسطينيين يهددون بالقضاء على الكيان الصهيوني، وفي مقالتي يوم الجمعة الماضية 9 - شباط اشرت الى ان حجم المساعدات البريطانية للشعب الفلسطيني لا تتجاوز الاربعة ملايين دولار.سعادة السفير البريطاني في عمان، كتب اليّ رسالة منطلقا في اعطاء ارقام جديدة لهذه المساعدات، ووصف الرقم الذي اوردته في مقالتي تلك بانها ارقام غير حقيقية، وحملت رسالة سعادته الارقام الحقيقية لمساعدات بريطانيا للشعب الفلسطيني، اذ اكد سعادة السفير ان المملكة المتحدة قدمت خلال عام 2006 مساعدات ثنائية للفلسطينيين تصل الى ستين مليون جنيه استرليني، وانها قدمت ايضا مبلغ ثمانين مليون جنيه من خلال الاتحاد الاوروبي، كما اشار الى مبلغ اربعة وثلاثين مليون جنيه لدعم الفلسطينيين عبر المساعدات الدولية المقررة في الموازنة السنوية للمملكة المتحدة. واوضح سعادة السفير ان لندن ومن خلال الدعم الدولي للشعب الفلسطيني قدمت ايضا مبلغ اربعة وعشرين مليون استرليني، واشار سعادة السفير البريطاني في رسالته الى ان حكومة بلاده قدمت خلال اربعة اعوام دعما لوكالة الاونروا، كما اعلن وزير الخارجية البريطانية، وفي مؤتمر باريس، عن تخصيص مبلغ ستة وتسعين مليون جنيه لدعم الفلسطينيين، وقدمت بريطانيا مبلغ ثلاثين مليون جنيه للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في الشتات، واعلان لندن عن تقديم مبلغ مائتي مليون جنيه للسنوات الاربع القادمة، وأود ان اشكر سعادة السفير على توضيحاته التي اشارت الى خطأ الرقم الذي جاء في مقالتي السابقة وأن اضيف ان هذه المساعدات المرحب بها فلسطينيا وعربيا وانسانيا قد لا تعني الكثير امام الدور الذي لعبته بريطانيا بدءاً من اطلاق وعد بلفور وانتهاء بالمآسي الحقيقية الناجمة عما تعرض له الفلسطينيون، عندما قرر الانتداب البريطاني الانسحاب من فلسطين وتركها هدفا للعصابات الصهيونية التي ارتكبت الاهوال وادت الى تشريد الفلسطينيين وطردهم من بلادهم والسيطرة على ممتلكاتهم ومصادرة حقوقهم في ان يكونوا كأي شعب آخر له وطن وعليه سيادتهم وقرارهم المستقل، واذا كانت بريطانيا وفرنسا قد قدمت للعصابات الصهيونية كل الدعم والعون السياسي والمالي والتسليحي، ونشأ في ظل هذا الدعم هولوكست فلسطيني ما يزال الأسوأ، والذي اعتبر اتفاقية سايكس - بيكو، ودون ان يحصل الفلسطينيون على قطرة من بحر المساعدات المماثلة التي قدمت لليهود وحملتهم لاقامة كيانهم العنصري فوق ارض الاخرين، لذا تبدو لنا السياسات البريطانية موغلة في عدائها للفلسطينيين بصورة خاصة وللعرب والمسلمين مجتمعين، ولعل من الصعب ان نجد حربا على هؤلاء جميعا إلا وكانت لندن وباريس تتقدم صفوف الاخرين، بدءا من النكبة الفلسطينية ومرورا بعقود من الاستعمار في العديد من الاقطار العربية وانتهاء بالمشاركة الفعالة والمباشرة للبريطانيين والفرنسيين في العبث بمصير العرب والمشاركة في الاعتداءات القاسية على الشعب العراقي كمثل من امثلة كثيرة.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة