تشكيلة الذهبي .. حكومة موظفين بامتياز
فهد الخيطان
25-11-2007 02:00 AM
التغيير في "الخارجية" يعكس تضاؤل الدور السياسي للحكومةتتسلم حكومة الذهبي اليوم مسؤولياتها, التشكيلة الوزارية باتت متداولة في الشارع منذ يومينو فالرئيس الجديد على ما يبدو لا يحب المفاجآت وترك لوزرائه حرية التسريب لوسائل الاعلام كما تولت جهات اخرى الكشف عن اسماء بعض الوزراء في اشارة تحمل دلالات كثيرة.
وقبل ان تؤدي الحكومة الجديدة القسم امام جلالة الملك اليوم, استضاف رئيسها فريقه الوزاري لمدة يومين في العقبة حيث عقدت "الخلوة" التي تعيدنا الى تقليد اتبع عند تشكيل حكومة فيصل الفايز قبل 4 سنوات حيث شكلت "الخلوة" في ذلك الوقت محطة مفصلية اسست لدور جديد للحكومات الاردنية غير الذي عهدناه في السابق.
فمنذ ذلك التاريخ بدأ الحديث صراحة عن حكومة الموظفين وعن توزيع صلاحيات السلطة التنفيذية "الحكومة" على عدة جهات ومؤسسات جرى تفريخها في السنوات الاخيرة.
تشكيلة حكومة الذهبي تعكس بامتياز هذا التوجه تمكن الذهبي من اجتذاب عناصر فنية كفؤة وشابة لحكومته يملكون خبرة جيدة في ادارة الوزارات ولديهم قدرة على تطوير آليات العمل. لكن التشكيلة بمجملها تفتقر الى القدرة على انتاج السياسات. ولنتذكر ان الحكومة الجديدة تضم 14 وزيرا سابقا بعضهم جُرب لفترة طويلة وغادر موقعه مخلفا عاصفة من الانتقادات لادائه.
مجموعة الليبراليين الجدد استعادت دورها في القرار الحكومي واحتل ممثلوها مواقع مهمة.
التشكيلة الوزارية تنطوي ايضا على تضارب في المصالح لعدد من الوزراء الذين تتشابك مصالحهم ومصالح شركاتهم مع الوزارات التي تولوها في الحكومة.
الفريق الاقتصادي للحكومة الجديدة يتميز بالكفاءة من الناحية الفنية لكنه اضعف من ان يقدم مشروعا متكاملا للسياسات الاقتصادية في مرحلة قادمة هي الاصعب على الاقتصاد الوطني.
في مقابل الفريق الاقتصادي لا نجد في التشكيلة الجديدة فريقا سياسيا بالمعنى المعهود وتكليف وزير التنمية السياسية المحامي والناشط السياسي كمال ناصر بملف الشؤون القانونية مؤشر على ان الاصلاح السياسي ليس من اولويات الحكومة وسيجد الوزير ناصر في الشأن القانوني موضوعا يعوض فيه مهمات التنمية السياسية المعطلة.
المؤشر الاهم على تضاؤل الدور السياسي للحكومة هو التغيير في وزارة الخارجية التي تسلم حقيبتها الدكتور صلاح البشير الذي لم يسبق له ان عمل في ميدان السياسة الخارجية. ولم يتردد مصدر رسمي في تصريحاته لوكالة الانباء الفرنسية في القول ان ملف "الخارجية" بعد هذه الخطوة اصبح تحت ولاية الديوان الملكي بشكل نهائي.
تشكيلة الذهبي منوعة تضم عناصر شابة وشخصيات تقليدية, رجال اعمال ونساء اكثر من اي حكومة سابقة وليبراليين من شتى المدارس لكنها قبل هذا وذاك حكومة موظفين في مواجهة مرحلة عنوانها اقتصادي وسياسي بامتياز