نوف منير الور

تتخبط الكلمات، من اين ابدأ بها، وفي داخلي بركان تتوهج فوهته، "صاحب اسباقيات يحرق العلم الاردني"هذه العبارة كانت كافية حتى ترفع ضغطي حد الجنون، وجاء حرقه للعلم بسبب اعلانهم عن قرار رفع الدعم الحكومي، وقبل تطبيق القرار حُرقت الراية ...اوقدت النار بالبيرق ، فلو صبر الى ان يطبق القرار فهل كان سيقوم بعمل ارهابي في مكان عام؟؟؟، فيحمي العلم سلمت يمناه ومن حرقه شلت يمينه.

وما فعله هو ايضا عمل ارهابي بحق الوطن ادى الى اصاب رجل امن، كيف تسول له نفسه ذلك، وليس ذنبي ولا ذنب وطنيتي انه صاحب اسباقيات، فجرائمه مردودة عليه ، فلست مسؤولة شأني شأن احرار هذا البلد عن تلك القيود. فتلك الاسبقايات والسجل الجرمي لهذا "الشيء" ممتلئ باضرام الحرائق بممتلكات الغير وتعاطي المخدرات والايذاء واقلاق الراحة العامة، وفوق هذا كله وجد بحوزته «قنبلتين مولوتوف».

يا ذاك اتعلم ان هناك من يتمنون ان تلف جسدهم بذات العلم الذي تقدمت يديك القذرتين بحرقه،هناك من يدفعون حياتهم ثمنا ليبقى هذا العلم مرفوعا، وكيف لا وهذا رمز الكرامة ورمز العنفوان .


عناوين كثيرة جالت في وسائل الاعلام حول الخبر منهم من لقبه بمواطن ومنهم من قال مجرم وصاحب اسباقيات، وانا اقول هذا ليس الا "شيء" لان من يفكر مجرد تفكير بهذا الفعل المهين، لا يستحق ان يكون انسانا اصلا ، وان كان فهو لا يستحق ان يحمل الهوية الاردنية... اما افضل ما قرأت من عناوين "رصاصة امن تشل صاحب اسبقيات حرق العلم وسيارة شرطة واصاب رجل امن" مع اني كنت اتمنى ان هذه الرصاصة توصمة في منتصف الجبين....
فهذا" الشيء" وان كان قد غفل عن الاردن والاردنيين فليسأل التاريخ، ان كان لا يعلم ما هو العلم، فإليه الاتي...
العلم الاردني تحديدا يا ايها النكرة هو المظلة التي تتفيأ تحت ظلها مأذن المساجد وجرسيات الكنائس، هو وحدة المسلمين والمسيحين، هو كرامة الاردنيين، العلم ايها الشيء هو العنفوان والفخار، هو تاج الراس، هو عقال العز.
العلم هو رمز الوطن ، هو ما يوضع على قلب الجيش، والاجهزة الامنية ،اه كم اتمنى ان يقرأ ذاك الشيء كلماتي هذه، وكم اتمنى ان استلم القضاء فقط للحكم عليه ، ولن اقبل اقل من الموت ليصبح عبرة لغيره، من احرق العلم وتمادى على الاجهزة الامنية، والتي هي سبب نومه ليلا بأمان، من الممكن ان يحرق جامع او كنيسة، وربما قرأنا او انجيلا،...فما من خيانة اعظم من ان نخون رمز الوطن...

عذرا على شدة لهجتي فلدي عذري، فقد شعرت ان ذاك الشيء قام بحرق قيمي وانتمائي ، شعرت بأن فيه من النذالة ما يكفي ليكون ارخص من يمشي فوق تراب هذا البلد الغالي، لم اجد له وصفا، الا يعلم ان تلك النجمة التي احرق لها دلالة دينية، انها تدل على السبع المثاني على فاتحة القرأن الكريم، والوانه دلالة على اعظم الممالك التي عبرت على ارض الاردن الطهور حتى اعلان الثورة العربية الكبرى.

لا اعلم كيف سيحاسب هذا، فمن حرق رمز وطني بأي قانون سأحاسبه الم يعرف ان حسابه ليس لقاض واحد، فهذا تعدى على حرمة الاردنيين، تخطى على علم لم يظلل الاردنيين فقط، بل ظل تحت هامته الوطن العربي، وكان الملجأ الامن لكل من لجأ اليه....

احترت بأي قانون بأي حكم سيحاكم، كم اتمنى ان اصدرعليه حكم الاعدام رميا بالرصاص او بالحرق في ميدان عام... وبعد الانتهاء ارفع العلم.....