حكومة جديدة ومسؤوليات جسيمة
د.نبيل الشريف
25-11-2007 02:00 AM
يؤدي رئيس الوزراء المكلف المهندس نادر الذهبي وحكومته اليوم اليمين الدستورية أمام جلالة الملك عبدالله الثاني ، ويبدأ الفريق الوزاري بعد ذلك مهمته في ادارة شؤون البلاد في ظروف دقيقة وحساسة على الصعيدين المحلي والاقليمي.ان الحديث عن جسامة التحدي وعظم المسؤولية يجب ان يدفع هذا الفريق الوزاري الجديد الى شحذ الهمم واستثمار كل الطاقات في عمل مخلص ودؤوب لمواجهة التحديات وتجاوز الصعوبات.
ويجدر التأكيد ان النظرة للمنصب الوزاري قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه في السابق.. فقد كان هذا المنصب فيما مضى مصدرا للتفاخر والظهور الاجتماعي ، وكان التنافس لتبوؤ المقعد الوزاري محموما بشكل يبلغ درجة الهوس بين اعضاء الطبقة السياسية الاردنية.. اما اليوم فقد غلب على هذا المنصب الطابع العملي ، اذ ان المطلوب من الوزير بذل كل جهده واعطاء كل وقته لانجاح المهمة التي كلف بها.. فجلالة الملك يراقب ويتابع كل صغيرة وكبيرة وهو يتوقع نتائج محددة ومدروسة من كل وزير ضمن برنامج زمني وواضح.. ورئيس الوزراء يسأل عن النتائج والانجازات ، والناس ايضا يحملون الوزير مسؤولية اي خطأ او تقصير قد لا يرتكبه هو شخصيا ولكن قد يتسبب فيه موظف صغير في اي مديرية تابعة للوزارة في بقعة قصية من بقاع الوطن.
وبمعنى آخر ، فان المباركة والتهنئة واجبة لرئيس الوزراء المكلف وحكومته الجديدة ، ولكنها مباركة مشفوعة بالدعاء ان يكون التوفيق حليفهم لتحقيق ما جاء في كتاب التكليف السامي خصوصا من حيث المواءمة بين تعزيز المكاسب الاقتصادية وتوفير الحماية الاجتماعية للمواطنين في ظل التحولات الاقتصادية القادمة ، وعلى ضوء المتغيرات السياسية المتسارعة التي تعصف بالمنطقة.
وفي الحقيقة ، فان هذا الفريق الوزاري مؤهل لتحقيق النتائج المرجوة ، فرئيسه المهندس نادر الذهبي يجمع بين صفتين فريدتين في عالم السياسة ألا وهما الهدوء والحزم ، بل قد يعتقد من لا يعرف الرئيس جيدا ان هدوءه لا يخفي شيئا وراءه ، ولكنه في واقع الامر اقرب الى هدوء البحر الذي يعج بالحياة ويمكن ان يتحول في لحظة الى بركان ثائر في وجه الترهل والتراخي او التطاول على المصلحة العامة. كما ان الفريق الوزاري يضم عددا كبيرا من أصحاب الخبرة وممن عرفوا ايضا بحرصهم على العمل والانجاز وتحقيق النتائج.
ان احدا لا يستهين بالتحديات والمصاعب التي تواجهها الحكومة الجديدة ، ولا شك ان رئيس الوزراء وفريقه أول من يدركون ذلك ، ولكن كلنا ثقة ان الصفات المهنية والشخصية لرئيس الوزراء واعضاء الفريق الوزاري ستمكنهم من العمل باخلاص لتحقيق الاهداف المنوطة بهم.