كثيرة هي الأشياء والقضايا والأشخاص والنظم التي يقف الإنسان أمامها حائرا بعد رحلة طويلة من التفحص والتمحيص والقهر والعذاب والمداراة ومحاولة العلاج والاصلاح مرة تلو الاخرى دون جدوى او فائدة لنصل الى نتيجة تستقر في الوجدان بعد ان يقتنع بها العقل مفادها عبارة واحدة كثير ما نسمعها " عافت الخاطر.. " التي ترجمها البعض الى " كفاية " وقد يترجمها آخرون الى " طفح الكيل ".
عافت الخاطر مرحلة أخيرة ما قبل العاصفة في علم الطبيعة والهيجان في علم النفس والثورة في علم السياسة ملامحها الصمت الرهيب والضجر والاشمئزاز والتندر مع الاستعداد للخسارة والتضحية مقابل الحصول على أدنى الحقوق ان حصل ذلك .. ولكن هيهات ان يعرف الظالم لغة الصمت والمتجبر لغة الضجر وضيقوا الأفق لغة الاشمئزاز والمتخبطون لغة التندر لان كل هذه الملامح تحتاج الى فراسة وبصيرة وإدراك دقيق ولا يمكن جمعها بالأبصار والأذان كالمعلومات لأنها لا تعمى الإبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور .
عندما يعاف الرجل زوجته يقول لها أنت "طالق وخذي حقك على داير مليم" وهكذا ينفرط عقد أسرة لتتشكل ربما أسرتين جديدتين وربما لا يحدث ذلك ويأخذ كل واحد طريقه الى الوحدة حتى لا تتكرر مرارة التجربة التي أوصلت الأمور الى عافت الخاطر وهكذا في السياسة عندما تعاف الشعوب تتهيأ في مرحلة الصمت الذي يسبق العاصفة الى ما هو اسوا لأنها تعرف ان التغيير أصبح حتمي وقريب.
والشعوب في المنطقة وصلت مرحلة العوف من السياسات الأمريكية والعنجهية الإسرائيلية والتخبط والقهر والفقر والمزاجية والكذب وانعدام العدالة.. وهي تعيش مرحلة الصمت وملامح عافت الخاطر الذي ينتظر التغيير سيما ان هناك الكثير ممن عميت بصيرتهم وعلو في الأرض وتجبروا على عباد الله وليس في حساباتهم فراسة الحكيم الذي يدرك ملامح عافت الخاطر ...
http://majcenter.maktoobblog.com/