ما هي الأسباب التي تجعل تركيا تقوم بتنفيذ العديد من السدود التي أضعفت تدفق المياه في نهري دجلة والفرات، ضاربة بعرض الحائط النتائج السلبية التي تؤثر على كل من سوريا والعراق.
وما هي الأسباب التي تجعل اثيوبيا تباشر بتنفيذ سد النهضة على النيل الأزرق، بكلفة 8 مليارات دولار، وبارتفاع 84م ليصل إلى 90 متراً وبطاقة تخزينية 11.1 مليار م3 من المياه لتصل إلى 13 مليار م3 من المياه.
أما آثار هذا السد على مصر فإنه يحجب كمية المياه التي تعادل سعة التخزين السنوية، وتراجع انتاج الكهرباء من السد العالي بنسبة 20% وتبوير 2 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة.
كما أن ضرره بليغ على الخرطوم والقرى السودانية أيضاً. كما أن سد النهضة سيكون وبالاً على أثيوبيا أيضاً، حيث سيغرق نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية القابلة للري في حوض النيل الأزرق وترحّل 30 ألف مواطناً من مكانهم فهو ضار لمصر وكارثة على السودان، إذن فمن هو الرابح من هذا المشروع؟
إن أوغندا ترغب أيضاً بإنشاء سدود على النيل، وتقول بأنه لأسباب مناخية فقط، وزيادة النشاط الزراعي على حساب النشاط الصناعي، والنقص الكبير بالكهرباء، حيث أجبروا على إزالة بلايين الأمتار من الغابات طلباً للطاقة، بما يهدد تراجع الأمطار ومصدر مياه النيل، ويقطعون أيضاً 40 مليار متر مكعب من الأشجار حتى يولدوا الطاقة بواسطتها.
لابد من وسيلة لهم لتوليد الطاقة، دون تأثر مياه النيل وحجبها عن مصر والسودان.
لقد كانت مصر حتى منتصف القرن الثامن عشر، دولة واحدة قوية مكونة من مصر والسودان والصومال وجزء من أوغندا.
والآن فإن الأساس هو الوحدة، ولن يجرؤ أحد الاعتداء على أية دولة عربية، إذا كانت الجهود موحدة قوية، والمصالح مشتركة ويشعر الآخرون بالخطر من الجميع إذا أعتدي على أي طرف منها.
نعود إلى تركيا التي لديها مصالح كبيرة مع جميع الدول العربية، ولو أحست بأن مصالحها ستهدد فإن الموضوع لديها ربح وخسارة فلن تجرؤ على تخفيف المياه عن جاراتها، ولو بقي الفرات كما كان سابقاً لأمكن الأردن أن يستفيد من مياهه ويخفف الشح المائي عنه.
إن هناك أصابع خفية وظاهرة تلعب لتعطيش السودان ومصر فهو العدو الصهيوني وراء إنشاء السدود في أثيوبيا ووراء تقسيم الأمة العربية وتفتيتها ووراء تحطيم الشعب الفلسطيني وضرب المصانع في السودان.
هل لو قامت دولة بضرب مصنع أو مفاعل في إسرائيل، فهل يسكت العالم كله وهل تسكت الجامعة العربية. إنها تستغل الدعم الأمريكي الكامل وإن أمريكا تقف وراءها بكل طاقاتها معتمدة على الأنظمة التابعة لها مباشرة.
آن الأوان أن ندافع عن حقوقنا ونوحد كلمتنا حتى نترك للأجيال القادمة آثاراً طيبة وإيجابية يذكروننا بها ويفتخرون بها.