حق العودة: كلنا في الهم "غرب"!
بما انو، "موضوع" فلسطين صار دمو ثقيل, وقضيه بتروح وبتيجي, ومشاكلها ما بتخلص فلماذا لا نتنازل عنها وعن ترابها وعن حق العودة اليها بجرة قلم ونريح راسنا... وبلا من هلتاريخ! وبما موضوع المرأة, أصبح وجعة راس وضغوطات السفارات تتزايد علينا في الوقت الذي نريد كل قرش, فلنتنازل عن المرأة, ونقول أهلا "سيداو" وبمراجعة "تحفاظتنا" عليه, وبالاحرى, التفاوض على ما تبقى من كرامتنا, ونحن نعلم ان الولايات المتحده رفضت توقيع الاتفاقيه (سيداو), لاننا غير وبنفهم وبدنا مصاري اكتر منهم! وبما أن الشباب أصبحوا سبب الفتنه والبطاله وتكبد الميزانيه الكثير الكثير, فلتلغى وزارة الشباب, واهلا بوزارة المرأه, بعدما شطبت وزارتي "الرجال" والشباب"!
اما القضايا ذات الاهتمامات الوطنية والقومية المصيرية, فبدها وقفة رجال, ولا يجب التنازل أو السكوت عنها والاستهتار بها! فخسارتنا في الماضي القريب أمام اليابان مثلا, كان أمر جلل, وحدث عظيم مسّ نخاع امننا القومي ومصير وحدتنا ومستقبل احفادنا. وعليه, فلا والف لا لتقبل خسارة الفريق الوطني, فهي مذلة ما بعدها مذلة والى ولد الولد, لان الفوتبول أصبح صنعتنا وتاريخنا ومستقبلنا, فهي ملجأ كثير من العاطلين عن العمل من شبابنا الجميل التائه, ومستودع مشاكلنا وعصبيتنا, ومستقر فتنتنا الداخليه ومرتع للأيادي الخفيه والاجندات الخارجيه. وعليه, يجب تغذيتها والحفاظ عليها, اذ تعد اليوم أهم من الدار والارض والقدس والمقدسات بكثير, وين نودي وجهنا امام الفيفا وأصحاب الدبل كيك, والتيكي تاكا!!
لا ننسى يوم "الفزع الاكبر", وكيف هبّت اقلام وحناجرالشارع الاردني من سباتها على قلب رجل واحد, على ايقاع فاجعة "الذل والعار" لهزيمتنا من اليابانيين, ووصلت ردود الافعال في التعاطي مع "الفضيحة" الى أبعد من دخائن سجائرنا من عظمة القهر وقسوة الغم والهم, في الصحف اليوميه والمواقع الاكترونيه, وكأننا كنّا قاب قوسين أو أدنى من الظفر بكأس العالم في ذلك اليوم! ولا ننسى كيف نال "المرابطون وحماة الديار", الويل والذم والقدح من لاعبينا كل النيل, وكأننا كنا دائما ناخد اليابان في السسنوات السابقه 10-صفر, وبدون حارس مرمى.!
ولاننسى كيف بكى الاردنيون الدم قبل الموع, عند خروج, البطل يوسف عرفات "الايوبي" من مسابقة "الاراب ايدول", وكم صفقنا لديانا كرزون عند نجاحها في ذات المسابقه!!
في المقابل, نجد التفاعل مع "الخبر العابر" الذي تحدث عن "تنازل" رئيس رام الله "الديموقراطي المنتخب" بدون انتخابات والى ابد الاّبدين, عن حق العودة الى منزله والى منازل الفلسطينيين, وديار العرب والمسلمون والمسيحيون, وكأنه امر اعتيادي وخبر عابر يتطرق مثلا الى رفض تكفيل الذهبي للمرة 2222! ومر علينا ... "كموكب الدفن في العرس خرس" ....
المشكلة ليست في "الفوتبول" ولكن المشكلة في كيف نرى, ونقرأ وكيف نستشعر ونقيّم قيمنا وأولوياتنا
اعندما داس الغرب على نزاعاته وحروبه السياسية, وكبح جماحها وروّضها, حلّق في الأفق الفني والرياضي والصناعي والتكنولوجي, وابدع فيها واعتلى عرشها. أقامت بريطانيا الدنيا وشنّت الحرب على جزر الفوكلاند, التي تحاذي الارجنتين ولم تقعدها, وهي تعلم ان الارض والناس ومن وعليها, والاهم من ذلك التاريخ, لا ينطق الاجليزيه! في الوضع السياسي الراهن, استطاع عباس ان يصرّح لانه يعلم ما نحن فيه, ويعلم كم تبعد فلسطين عنا وعن أعصابنا وعن قلوبنا, فمر تصريحه مرور الكرام. كم كنا نتوقع الحشود والمظاهرات يوم الجمعه تعم ارجاء وطننا العربي وتتحدى مثل هذه "الاعطيات". هل سيتنازل عن القدس غدا؟ عن الضفة الغربية وما تبقى من فتات التراب بعد الغد؟!
فلسطين كانت اسيره والدموع كانت تغسلها وتبكيها, اما الان فهي وحيدة لا بواكي لها... نبتعد عنها كل ساعه, كل يوم, في كل مباراة, في كل مسابقة "اراب ايدول" !لا ما نع ان تسكن هنا او هناك, ولا ضير ان تحب هذا او ذاك, ولكن يجب ان يبقى حنينك دائما وابدا لاول منزل. فلسطين والعودة اليها, سيبقى هدفنا ولو ببعيد, غاية يجب ان تحيا في هواجسنا وفي احلامنا ليبقى الهدف الاول والاخير, وامننا الوطني الاول والاخير, وتاريخنا الاول والاخير, "ابى من ابى وشاء من شاء" ... فلسطين عيوننا "عنك" ترحل كل يوم!!