سليمان الحافظ .. والحافظ الله يؤكد ان الحكومة تدرس خيار تطبيق نظام تسيير المركبات على الشوارع وفقا لنظام الفردي والزوجي .

في بداية التسعينيات طبق هذا النظام في الاردن نتيجة تداعيات حرب الخليج .. واليوم قد نضطر لاعادة تطبيقه ليس بسبب وجود حرب لا سمح الله بل بسبب وجود عقلية حكومية على ما يبدو انها ( شاخت ) أو انها ( ضيعت ).

منذ بداية التسعينيات وحتى اليوم دعونا نحسب معا كم وزير مالية وكم وزير طاقة وكم وزير تخطيط ؟ .. ( فنطزوا ) واصبحوا ( معالي ) .. الاعداد بالطبع كبيرة والعقول اغلبها صغيرة .. بحيث لم ( يتفطن ) أي منهم أنه من الممكن ان تنقطع امدادات الغاز المصري او ترتفع اسعار المشتقات النفطية في يوم من الايام .

لو كان بين هؤلاء وزير واحد فقط عارف ( شغله ) لتنبه لهذه المسألة وما كنّا بحاجة اليوم لهذا الكم من ( البهدلة ) حتى نستطيع تجاوز ازمة الطاقة .

لو كان لدينا وزير مالية ( فتح ) لقرر في وقت سابق فرض قرش واحد على كل لتر بنزين او سولار يباع بحيث تذهب تلك الايرادات الى صندوق يسمى صندوق ( المخاطر ) بحيث يمنع استخدام تلك الاموال الا في الظروف الاستثنائية مثل التي نعيشها الان .

لو كان لدينا وزير طاقة عقله في ( الطاقة ) لوجدنا الان على الاقل خطة بديلة واحدة في حال انقطاع الغاز المصري .. لاحظ ان امدادات ( الشراب ) لا يمكن ابدا ان تنقطع عن بطون ( الوزراء ) بينما امدادات ( الغاز ) من السهل جدا ان تنقطع عن مولدات ( الكهرباء ) .. والسبب في ذلك يعود الى ان الوزراء في الاردن يرون ان ( المنسف ) هو مصدر الطاقة الوحيد الذي يعرفونه!

لو كان لدينا وزير تخطيط ( فطحل ) لخصص جزءا من عوائد التخاصية والمساعدات الدولية لبناء ( خزانات ) وقود عملاقة بحيث تحتوي على مخزون استراتيجي بعيد المدى .. وذلك بدل ( العنزات ) التي قامت حكومات في وقت سابق بتوزيعها على المواطنين واعتبر المشروع في ذلك الوقت من المشروعات الرائدة .
بالله عليكم ايهما اولى في التخطيط ( العنزات ) ام ( الخزانات ) ؟! فان كانت ( العنزات ) فهل شرب( الشنينة ) في الليلة الظلماء فيه صحة وشفاء ؟

جاوبونا .. يا من خططتم ليبقى ( الماعز ) ولا نجد ( الغاز ) .. كيف لنا ان نراكم ونرى ( عنزاتكم ) و( انجازاتكم ) و البلد على شفا ظلام دامس ..

اليكم جميعا يا من تريدون ان تعيدوننا الى زمن ( الفردي ) و ( الزوجي ) ... قد نعود من ورائكم الى ما هو ابعد من ذلك الزمن فقد نعود بفضل تفكيركم وتخطيطكم غير المدروس الى تطبيق نظام ( الحا ) و( الحي ) ..

عندها .. لن تستطيعوا تطبيق انظمتكم ولا اقتراحاتكم ولن تتعبوا بالكم في ايجاد الية جديدة لرفع الدعم : لأن الشعب سيكون غير هذا الشعب فكل ما عدنا في الزمن الى الوراء كل ما تجددت فينا لغة الشجاعة : لا .. فحذار من وضع ( الليفيرس ) !

salehabuarab@yahoo.com
العرب اليوم