ندوة لا تنقصها الصراحة حول " الهوية الوطنية " ..
عودة عودة
03-11-2012 08:04 PM
مؤخراً .. و في مجمع النقابات المهنية عُقدت ندوة مميزة حول الهوية الوطنية الجامعة بحضور نوعي و إن كان قليلاً و من بين الحضور وجوه قومية و إسلامية و مستقلة من بينهم عدد من الوزراء السابقيين عرفت منهم الدكتور طاهر الشخشير و عبد الحافظ الشخانبه وجهان قوميان معروفان و أدارها نقيب المهندسين الزراعيين المهندس محمود زياد أبو غنيمة و المحاضرون هم الوزير و النائب السابق حسني الشياب عروبي معروف و الدكتور زهير أبو فارس و الدكتور وصفي الرشدان نقيبان سابقان و هما منفتحان على التيارات القومية و الإسلامية و الليبرالية .
لم يختلف المحاضرون على أن الوحدة الوطنية الجامعة لا تتفق مع ما أنتجه " سايكس و بيكو " قبل حوالي مئة عام و إتفقوا أيضاً على أن وحدة التراب و الإنسان العربي هي الأمل المنشود أولاً و أخيراً .. و تساءل الدكتور الشياب : ماذا لو إهتز قلم سايكس و بيكو قليلاً لسبب ما أثناء رسم حدود هذه الدويلات فربما كانت الرمثا في سوريا أو درعا في الأردن أو كليهما في الأردن أو سوريا ..!؟
المحاضرون الثلاثة و بمساندة من الحضور جرى التأكيد بأن أي شعب لا يهجر بيته و دياره مختاراً و الشعب الفلسطيني لم يختر الشتات في هذا العالم و أن مجيئه الى أي قطر عربي لأي سبب من الأسباب يجب أن لا يعتبر غريباً فيه فالتنقل كان مباحاً في الديار العربية قبل " سايكس و بيكو " و خرائطهما اللعينة مؤكدين أيضاً على ضرورة المساواة في أي قطر عربي بين المواطنين جميعهم في العمل و التعليم و الصحة و غيرها من مستلزمات الحياة لأنهم في وطنهم العربي , لقد أعلن الشعب الفلسطيني رفضه لأي وطن بديل عن وطنه فلسطين فهو يعيش في أمريكا و أوروبا و في ظروف مريحة جداً و لكنه يتطلع الى العودة الى دياره في فلسطين و هو يتطلع الى هذا الأمل و هو يعيش هنا في الأردن و في أي قطر عربي و أجنبي .
و " لفزاعة " الوطن البديل التي تطلق بين الحين و الآخر حذر المحاضرون و المستمعون بأن إسرائيل عينها على الأردن و عينها على جنوب لبنان و عينها على سيناء و كل الأرض التي تقع ما بين النيل و الفرات و مكتوب هذا حتى كتابة هذه السطور على باب الكنيست بالرغم من توقيع معاهدتي كامب ديفيد و وادي عربة .
و إتفق المحاضرون و الحضور بأن هوية الأردنيين و الفلسطينين قبل و بعد وجود " إسرائيل " هي هوية قومية جامعة و الإفتخار بالعرب و العروبة شأن لا يضاهيه أي شأن فقد كان هاذان الشعبان ضد وعد بلفور و ضد سايكس و بيكو و ضد وادي عربة و كامب ديفيد و كانا مع فلسطين و العراق و مصر و الجزائر رافضين الحدود الإستعمارية المصطنعة بين أقطاره .
لقد كانت هذه الندوة ضرورة وطنية في هذه الظروف و الثورات العربية مبتعدة عن الوحدة العربية و عن القضايا القومية و في مقدمتها القضية الفلسطينية .. وهنا أتساءل و من منطلق أن ما لا يرى في التلفزيون فهو غير موجود , لماذا غاب التلفزيون الأردني عن هذه الندوة الوطنية الهامة و التي لا تنقصها الصراحة .
Odeha_odeha@yahoo.com