فتحت زيارة أمير قطر يوم الثلاثاء 23/10/2012 ، إلى قطاع غزة ، بوابة عبور للقوى الرجعية وجماعة أميركا ، وها هو ولي عهد البحرين ، يسير على طريق الدعم الخليجي لأمارة الأخوان المسلمين ، وإقامة الأحتفال اللائق لإعلان المساندة المالية والسياسية ، لكسر حدة الحصار الأسرائيلي الظالم ، المفروض على أهل القطاع ، الذين دفعوا ثمناً باهظاً كي يتخلصوا من الأحتلال وجيشه ومستوطنيه .
الدعم الرجعي – غير البريء – للإخوان المسلمين ، ولحركة حماس ، يعكس الحال والولاء لأنه من بعضه ، فكلاهما تغذى من الدعم الأميركي إبان الحرب الباردة وتحالفاتهم المشتركة ، وهو الأن يستهدف تحويل غزة كي تكون عاصمة فلسطين ومصدر قرارها ، وسأبشركم في قراءة واقعية ، نحو المستقبل ، أن مطار غزة سيتم تبنيه ، وتغطية تكاليفه ، وميناء غزة سيتم بناءه ، وستسري عليهما " الهدنة " ويتحول " أبناء عمنا " مع مرور الزمن إلى جزء أصيل وأساسي من أتباع الديانات السماوية " هداهم الله " ، والثمن الأقرار الأسرائيلي واليمين المتطرف بالتحديد ، أي مجموعة نتنياهو وليبرمان ، بالشراكة مع حركة الأخوان المسلمين ، ومن ضمنها حركة حماس ، وها هي القيادة المصرية الجديدة المنتخبة من رحم الشعب المصري ، وهي قيادة الثورة والمعارضة والحراك ، ماذا تقول بشأن كامب ديفيد ، وإحترام الأتفاقات ، أليست واقعية أكثر من حسني مبارك ، ألم تقفز عنه نحو تقدير وتثمين بطل " الحرب والسلام " صانع كامب ديفيد وصاحب زيارة الكنيست الرئيس السادات ، فاتح بوابات التطبيع مع العدو الوطني والقومي والديني الأسرائيلي ، والتي أوصت قادة حماس لرفاقهم في حركة النهضة الأخوانية بعدم إدانة التطبيع التونسي مع إسرائيل ، ألا يقول المثل بداية الرقص حنجلة !! .
زيارة أمير قطر ، ومن بعده ولي عهد البحرين ، ومن قبلهما حجيج جماعات الأخوان المسلمين ، من المصريين والأردنيين والأتراك ، ومن كل الفروع ، تستهدف تأكيد الموقع والمكانة الجهادية " لشيخ غزة " والذي كان يمكن أن تطاله قذائف وصواريخ الأجتياح الأسرائيلي عام 2008 ، ولكن القرار السياسي ، كما قال قائد حملة الأجتياح الجنرال يوأف جالنت أمام لجنة الأمن والخارجية البرلمانية ، " القرار السياسي منعه من المس بـ إسماعيل هنية ومحمود الزهار" حماهما الله من كل أذى وشر " بينما سمحوا له بإغتيال كلاً من الشهيدين الريان وصيام .
الزيارة القطرية والبحرانية ومن يتبعهما ، زيارات أمنية سياسية بإمتياز ، لا تحمل من البراءة سوى عنوانها المالي ، لمد يد العون والمساعدة للشعب المعذب المحتاج ، وقيمتها أنها ستفتح على حلول جديدة ، لتكون غزة هي عنوان فلسطين وأداتهاوخلاصتها .
السؤال طالما أن قطر وباقي الخليجيين ، هم الممولون للثورة السورية ، وجيش سوريا الحر ، وقطر دفعت مليارين من الغاز دولار لإسقاط القذافي كما قال علناً رئيس المجلس الأنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ، وموّلت حملة الرئيس محمد مرسي للفوز برئاسة الجمهورية ، ولها الباع الطويل والنفوذ القوي حتى نخاع العظم على الأخوان المسلمين وعلى حركة حماس ، لماذا لا تحثهم على الأنتخابات ، البلدية والبرلمانية وإشاعة أجواء التعددية ومتطلباتها ، طالما هي مع الربيع العربي فكرة وتمويلاً وإعلاماً عبر شاشة النفوذ القوية ومحطة الأنتشار الواسعة في العالم العربي بل والعالم .
لا يصح إلا الصحيح ، هذا ما تعلمناه من حليب الأمهات اللواتي مازلن يحتفظن بمفاتيح بيوتهن في اللد ويافا والرملة وحيفا وعكا وبئر السبع ، فالرحلة طويلة ، وما الرحلة التي بدأها ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف ، وجورج حبش وأبو علي مصطفى ، وواصل طريقه معهم نايف حواتمة والشيوعيين والقابضين على جمرة الخيار القومي ، وكذلك طريق إميل حبيبي وإميل توما وتوفيق زياد وتوفيق وجورج طوبي وخيارهم ، ويواصل معهم محمد بركة ورفاقه سوى الشموع التي أضاءت لنا كيفية الخيار ، خيار الألتصاق بالشعب الذي لم يكل ولم يتعب ، وسيواصل طريقه لأجتثاث مظاهر الأستعمار والظلم والرجعية من أرض فلسطين ، ومن على صدر شعبها الباسل الذي لا مكان له سوى فلسطين أرضاً وكرامة وحياة .