عمون - الحقيقة التي يجب أن ندركها، ومنذ أوائل الثورة ونحن ننبه إليها، هي أن كل دول العالم تقف ضد الثورة السورية، ليس من الضروري أن تقف مع النظام، ولكنها ضد الثورة السورية. ولذلك من أخبر الخطأ ومن أعظم الخبل أن نتوقع اي دعن للثورة من أي دولة.

ومن الخبل والهبل أن نثق بمن يسمون الداعمين للثورة من الدول العربية والإسلامية قبل الغربية. ولنا في ذلك تحفظ على دولتين أو ثلاث ولا أكثر.
كثير من الأمور يجب أن نناقسها ونوضحجها هنا، ولكننا نقتصر على الأخطر والأهم هنا، وهو ما يتعلق بدعم الجيش الحر وطريقة التعامل معه. واللعبة التي تارسها هذه الجول من أجل تقزيم العمل العسكري الثوري، ومطمطة القتال.
لنلاحظ كيف تعاملت دول العالم مع سمي بالمعارضة منذ تأسيس المجلس الوطني. كان التوافق تاماً وعاماً من قبل الثورة على اعتبار المجلس الوطني ممثلاً للثورة، ولم يكن معه إلا هيئة التسيق التي كان هناك إجماع على رفضها واعتبارها ممثلاً للنظام.
مع كل الوضوح في هذه الحقيقة فقد بدا النق والنقيق والنعق والنعيق من مختلف دول العالم يطالبون بتوحيد المعارضة. المعارضة موحدة، فماذا يريدون؟ الحقيقة أنهم كانوا يسعون بكل جهودهم إلى شرذمة المعارضة لا إلى وحدتها. فقد استمر النقيق والنعيق حتى كثرت الانشقاقات في المجلس وتشرذم المجلس وصارت لدينا عشرات جبهات المعارضة بعد أن كانت واحدة.
ما حدث مع المجلس الوطني يحدث الآن مع الجيش الحر ـ بكل تشكيلاته وتسمياته ـ منذ بدأت ما تسمى بالأطراف الداعمة بالمطالبة بتوحيد كتائب الجيش الحر بدأت التشكيلات والتسميات بالتوالد الانشطاري وكثرت وبدأ الآن صراع بين هذه التشكيلات على تمثيل الثورة وكأن معركة الجيش الحر قد تحولت من الانتصار على النظام إلى تمثيل الثورة.
هذه مشكلة ولكن المشكلة الأخطر والتي لا ينتبه إليها أحد هي الوعود بالتسليح. لم يدرك الكثيرون أن هذه الوعود خداع وتضليل، لماذا يربطون تسليح الجيش الحر بالانطواء تحت راية هذا المجلس أو ذاك؟
لو كانوا صادقين بالوعود فلماذا كل هذا التأخر؟ هل ينتظرون أن يتم دمار كل سوريا؟؟؟؟؟
والسؤال الأخطر هو: لماذ تنقسم هذه الدول في توجهاتها فدول تريد دعم الجيش الحر ودول تريد دعم المجلس العسكري ودول تريد القيادة المشتركة، ودول تريد دعم الجيش الوطني الحر... وكل فريق يهدد بوقف الدعم إذا تغير الولاء إلى جهة أخرى من جهات الجيش الحر بمسماه الشامل؟؟؟؟
كل الوعود أوهام وتضليل، لأن كل الدول لا تريد للثورة أن تنتصر، هذه حقيقة يجب أن ندرها، دولتان فقط تريدان فعلاً دعم الجيش الحر والثورة ولكنهما عاجزتان بالأوامر الأمريكية الإسرائيلية.
ولذلك كل من يتوقع دعما بالسلاح النوعي للثورة فهو واهم واهم واهم، وما القليل من السلاح الذي يدخل إلى سوريا إلا ذراً للرماد في العيون وأداة من أدوات استقطاب الجيش الحر للسيطرة عليه والوصول به إلى نقطة الاستقطاب وقطع الدعم والإمداد عند اللحظة التي يريدونها من أجل فرض الحلول التي يريدونها. ولن تكون حلولاً مرضية لنا أبداً، ولكنها ستكون مفروضة حينها لأن من يسمك بزمامنا يقطع أعناقنا.
إذا كان الأشقاء من الدول يمنعون عنا الأدوية والإغاثات ويستولون على ما يصل منها من عرق الأحرار من سوريين أو غيرهم... فهل يمكن أن يسمحوا بدخول السلاح؟؟؟
إذا كانت الدول العربية الشقيقة تمنع جمع التبرعات للثورة السورية فمل يمكن لهذه الدول إن تسمح بتسليح الثورة أو انتصارها؟
أيها الأحرار انتبهوا ولا تقعوا في الفخ. وتذكروا أن ثورتنا يتيمة وليس لها إلا الله. يجب أن تعيدوا بناء مخططاتكم واستراتيجياتكم على أساس أنه لا أحد سيقف معكم.
جلوبال عرب /الشبكة العربية العالمية: عزت السيد أحمد .