عزيزي الموظف..أخي «المنقرف»..لأن الواحد ما «بيتعلم الا من كيسه» و كنت من الراغبين بتطبيق السنة النبوية في العام القادم ، وتنوي اختيار أضحيتك بنفسك من سوق الحلال أو من خلال الزرائب المؤقتة في الحارات أو على الطرق والتقاطعات .. فإليك بعض النصائح التي ستقلل من احتمالية ان تكون «مضحكة» و»مطسّة» ، وبالتالي لن تشتري – بإذن الله- خروفاً بسعر جَمَلٍ وحجم «قطّ» كما حصل معي:
- اولاً كي لا تظهر بمظهر قليل الخبرة ،إياك ان تذهب الى سوق الحلال وأنت ترتدي ملابسك الاعتيادية..حاول ان ترتدي بنطلون «فوتيك»، وسترة «صاعقة» قديمة وجزمة مطاط..أوقف سيارتك الحديثة في مكان بعيد ، واذهب مشياً على الأقدام،ولا ضير من الاصطفاف قريباً من «الحلال» اذا كنت من رواد ال «اوبل كاديت» او متسوبيشي الجلانت 82 أو رائد بكم اسوزو 86 فما دون ..
عند اقترابك من «الصيرة»، حاول ان تخشّن صوتك وترفع نبرته ما استطعت، ثم ارفع يدك بتثاقل كما يفعل أصحاب «الخاوات»..قل بمنتهى الصلابة : «قو الغانمين»...وبعد ان يردّ عليك الرجل السلام ويقترب منك .. حرك عينيك باتجاه الخراف وحاول أن تمسك بقوة احداها- فليكن الأكثر وداعة بين الخراف- ضع يدك اليسرى في عنقه واليمنى في صوف ظهره..وعندما تتأكد انك أحكمت القبضة عليه ، ضعه بين ساقيك واسأل صاحبه: « بيش إنسام الحلال اليوم؟؟»..حتماً سيجيبك عن الخروف الذي بين رجليك :اللي معك، الله اعاطني فيه 220.».وبعد ان تعسّ ظهره جيدا - وإياك ان تعسّ «اللّية او الكتفين» عندها ستظهر بمظهر «الغشيم» - عس فخذه الأيسر –عدم المؤاخذة- من أعلى إلى أسفل وافتح فمه بشكل قطري وتفرّج على أسنانه «اللولو»..واسأل بعدها التاجر:
- «هاظا ثِني»..فسيؤكد لك انه «ثِني»..حاول ان تنكر ذلك بالسؤال الاستفزازي التالي: «كيف ثِني يا رجل؟ ...مش مسقّط ولا حبّه»!!..عندها سيهجم الرجل على الخروف ويفتح فمه أمامك ويضع اصبعه فوق لثة الخروف منتفضاَ : « اتق الله هاي مسقّط حبتين»..
بالمناسبة عزيزي الموظف ..أخي «المنقرف» ليس مهماً ان تفهم معنى جميع المصطلحات اعلاه ..فقط استخدمها بمكانها الصحيح، تماما كأنك تتعلم «الألمانية»..
- اما اذا عرض عليك نعجة ، اسأله «حايل»؟..سيؤكد انها «حايل»..ضح رجلك على الحاجز الحديدي القريب ثم قل له بلهجة الخبير:
- « موروره»!
حتماً سيحاول ان يقنعك انها سمينه وتقطع فوق ال32 كيلو صافي..رد عليه ببرود وثقة:
- ولا بتقطع 12..لدّ ع وجهها ما هي من جيل «جولدا مائير» !..
وبعد جولة من الجدال والمفاوضات .. حاول ان تخرج سيجارة «جلواز أحمر» من جيب سترة الصاعقة حتى لو كنت غير مدخن، فقط دخّن في ذلك اليوم للضرورة لتشعره انك رجل «مُرّ»..اشعل السيجارة ثم امسح انفك بردن سترتك ..وظلك ردد «اللهم صلي على سيدنا محمد»..وعندما تلمح كبشاً سمينا قل له: « فحل»؟..عندها سيتحرّك التاجر «اتوماتيكيا» تجاه الخروف ثم يرفع رجل الكبش اليمنى امام ناظريك لتتأكد بنفسك .. طبعاً هذا المشهد «صايلنت» لأنه لا يحتمل الجدال..
اذا ما رن هاتفك، اياك ان تنادي زوجتك باسمها الحقيقي «سوسن، يارا،نانسي»..بل قل لها مباشرة:
- ها يا عريفة!!..مالتش بترنّي ع الصبح ؟؟ شووه؟ قولي له : والله والله، اذا وصلك ابوك غير يوكل معلاقك! وحاول ان تركز على مخارج الحروف في كلمة «المعلاق» كي توحي لصاحب الحلال الذي أمامك انك «عصبي ويدك فرطة»..
- اغلق الهاتف بنزق ثم عد للمفاصلة..اذا اخترت خروفاً معيناً ..قل له العبارة التالية : ( الله أعطاك فيه 180 شو قلت)؟...وإذا تمت عملية الشراء ..دعه يذبحه لك ويقطعه ويوزعه على اربع حصص..وفي حال احرجك وطلب منك أن «تذبح بيدك» ، لا تقبل .. لأننا نعرف «البير وغطاه» قل له بنبرة وقورة:
- « اذبح انت.. ايدي حامية بالذبح..»!.
***
ملاحظة على المذبح:
أتعاطف جداً مع هذا الكائن المطيع «الخروف» لأنه يشبهني.
(الرأي)