" الهيبة العربية المهدورة " .. إعتداء إسرائيلي على مصنع أسلحة سوداني بالمناسبة
عودة عودة
29-10-2012 11:57 PM
قامت أربع طائرات إسرائيلية بتدمير مصنع اليرموك للسلاح في جنوب الخرطوم في العاصمة السودانية مع أن هذا المصنع يقوم بإنتاج أسلحة تقليدية و ليس أسلحة محرمة دولياً .. لم يرد الجيش السوداني على الغارة حتى كتابة هذه السطور و إن كانت الحكومة السودانية قد وعدت بالرد في المكان .. و الزمان المحددين .
منذ نحو 64 عاماً وأكثر .. لا حصانة لأي هدف عربي أمام تغول الجيش والموساد الإسرائيلي، سواء كان هذا الهدف في (فلسطين الكاملة) من البحر إلى النهر أو في وطننا العربي (كاملاً من المحيط إلى الخليج) , ففي العام 2011 وصلت يد (الموساد الباطشة ) إلى بور سودان في القطر السوداني الشقيق والهدف كان سيارة أجرة والآداة الجرمية طائرة حربية إسرائيلية تغير على هذا الهدف وتقتل راكبيها بدم بارد وقريباً من مطار هذه المدينة السودانية الكبيرة.
وللتذكير.. فقد قامت إسرائيل بغارة وحشية مماثلة في العام 2009 في شرقي السودان.. وفي نفس المنطقة مستهدفة قافلة للشاحنات قيل أنها إحترقت تماماً نتيجة هذه الغارة وقُتل جميع راكبيها، وفي كلتا الغارتين توعدت الحكومة السودانية بالرد على العدوان.. وفي الزمان والمكان المناسبين.!؟ الجامعة العربية لم تندد بالإعتداء الإسرائيلي الأخير على مصنع الأسلحة السوداني لأنها مشغولة كما يبدو " بالثورات " العربية غير المعنية بالعدو الإسرائيلي ، « أما في العالم الحر» وعلى رأسه الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي فردود الفعل كانت متفاوته ما بين حق إسرائيل في الوجود و حقها في الدفاع عن النفس أو «التأسف» لما حدث والمطالبة بعدم تكراره أما الأمين العام للأمم المتحدة فيبدو أنه لم يسمع بالخبر ..!!
ليست المرة الأولى للعربدة والبلطجة الإسرائيلية.. المستمرة على التراب و الإنسان العربي ، فمنذ قيام إسرائيل وحتى الغد .. وبعده فعربداتها لا تعد ولا تحصى بدءاً من مذابحها وجرائمها في دير ياسين وقبية ونحالين وحوسان والسموع وكفر أسد وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا وإغتيال أبو جهاد في تونس والقادة الأربعة في بيروت وتدمير المفاعل النووي العراقي وغيرها .
تؤلمنا كثيراً الخسائر العربية الناتجة عن هذه العربدات والإعتداءات الإسرائيلية الكثيرة، والخسائر لهذه الأرواح والممتلكات.. لكن الذي يؤلمنا أكثر هذه (الهيبة العربية المهدورة.. والمفقودة) في سمائها ومياهها وشوارعها وعلى ترابها الوطني والقومي.. وفي مدنها وبلداتها وقراها وأريافها وصحاريها ومطاراتها وموانئها الجوية والبحرية..
منذ قيام إسرائيل العام 1948 وحتى الآن ترى إسرائيل أن صراعها معنا كعرب هو «صراع وجود وليس صراع حدود» بينما تنظر الدول العربية إلى أن صراعنا معها هو (صراع حدود وليس صراع وجود).. ولننتظر عربدات إسرائيلية أخرى «مؤلمة ومهينة» إذا بقي وطننا العربي جسداً مقطع الأوصال تضرب قلبه وأوصاله كل يوم الطائرات الحربية الإسرائيلية.. وتعود إلى قواعدها سالمة ..!؟
Odeha_odeha@yahoo.com