(اعتقد ان اليوم ما ظل فيه حدا بده يكتب عن السياسة والثقافة والاقتصاد ولا علم الاجتماع أو تحليل الانتخابات النيابية. وأيضا الحقيقة إننا يجب ان لا نعلق كل أخطاء العالم على الحكومة لان الإصلاح يبدأ من الجذور واصل الجذور هو الشعب.فنحن شعب يوافق ويخضع لكل من نصب نفسه كبير سواء كان كبير عشيرة أو كبير منصب أو أي لقب تراه مناسبا نحن شعب أمي ولا تعني أمي انه شعب لا يعرف القراءة والكتابة بل بالعكس هو شعب برع في كثير من المجالات
كالعلوم والفنون الخ.. لكننا نفرض أميتنا على أنفسنا متى ما نشاء ومتى ما نريد والدليل على ذلك إننا صوتنا لنوابنا على أننا أميين لكي يصدقنا المرشح الذي انتخبناه اننا لم نخنه والتزمنا بما وعدناه فيه ولكي تصدقنا العشيرة اننا عشائريين حتى الموت وأظن اننا إذا كنا أميين فهذا بسبب الإعلام الصامت أو الإعلام العاجز عن نشر أو إيصال الحقيقة إلى العالم).
بهذه الكلمات وصفت سيدة كانت تجلس بالقرب مني خلال انتظارنا للتصويت بهذه الكلمات وصفت الأشخاص الذين أصروا على ان يصوتوا يوم الانتخابات النيابية على أنهم أميين رغم أنهم غير ذلك.
فقد قام الدكتور(س) وسين رمز للمجهول يوم الانتخابات في إحدى القرى الأردنية بالتصويت علنا لأنه أمي وصوتت (ص) وصاد هي مدرسة مادة اللغة العربية في إحدى البلدات كأمية وقد رأينا من خلال وسائل الأعلام ان إحدى مناطق الطفيلة صوت أهلها او اغلبهم كأميين لصالح المرشح العشائري وذلك لكي يثبتوا الشفافية بالتصويت.
ومن غرائب هؤلاء ألاميين أن إحدى المتعلمات وتحمل شهادة عليا صوتت كأمية وعندما طلب منها رئيس لجنة الانتخابات في صندوقها ان تبصم على جدول الناخبين اعترضت على قوله ابصمي لأنها تكتب ولما استغرب الأمر قالت له لا تدققش ومشيها.
لكن هل هذا هو وضع الشعب ألان؟ شعب يصوت على أنه أمي لكي يثبت للمرشحين صدقهم وإخلاصهم وشفافيتهم؟
إني أتحدث عن قضيه لا أستطيع ان اسميها قضيه مجتمع أو قضيه اقتصاد أو قضية خاصة فالكثير من الدول التي تصوت على الزعيم الأوحد يمنع تصويتها بشكل سري وإنما أمي أو ان تكتب الورقة أمام اللجنة التي عينها الحزب الوحيد.
فلقد أثبتنا اننا نعيش ألامية في داخل نفوسنا ونرفض ان نمحوها فقد حاولت الحكومة من خلال مراكز محو ألامية ان تعلمنا ولكننا نصر رغم ثقافتنا العربية والأجنبية ان نبقى أميين لكي ننتخب نوابنا ربما يكونوا هم أيضا أميين بالكثير من القضايا التي تتطلب ان يلم بها نائب الوطن.
والا ماذا نسمي المشاجرات الجماعية وتخريب الأملاك العامة والخاصة وحرق السيارات ومحاولة القتل بين أنصار المرشحين؟ وماذا نسمي الطريقة التي يتعامل فيها اكبر حزب بالأردن مع الانتخابات برمي أسباب خسارته على الحكومة ؟
إنها أمية شعب..اليس كذلك
royaalbassam@yahoo.com