عمون - عزيزي بنجامين فرانكلين،
أكتب لك خطابي هذا وبعد 222 سنة من وفاتك لأتقدم لك بالشكر الجزيل والإمتنان العظيم على فكرة تغيير التوقيت الصيفي التي توصلت إليها عام 1784 ، فقد كنت أول من علق الجرس للبدء باتباع خطة إقتصادية في دول العالم التي يزداد الفارق فيها بين النهار والليل خلال فصل الصيف، بأن يتم زيادة ساعة واحدة على التوقيت الشتوي من أجل استغلال ساعات النهار في العمل التي تزداد تدريجياً من بداية الربيع حتى ذروة الصيف، وتتقلص من هذا الموعد حتى ذروة الشتاء بهدف التوفير في الطاقة المستخدمة في المصانع والمنازل والشركات وذلك بعد تطور الحياة التي أصبحت تعتمد بشكل رئيسي على النفط في توليد الكهرباء.
اليوم يا عزيزي فرانكلين طالعتنا حكومتنا الرشيدة بقرارإلغاء التوقيت الشتوي الذي كان قد حددته من شهر تقريبا والإبقاء على التوقيت الصيفي ليعمل طيلة الأعوام القادمة دون تعديل، رغم ان التوقيت الأصلي في العالم هو التوقيت الشتوي، وهذا القرار لا يتوافق مع أبسط أهداف ترشيد استهلاك الطاقة والتخفيف من أعباء ارتفاع الفاتورة النفطية التي دعت وتدعو لها حكوماتنا الرشيدة على مدى أعوام...!!
أن تثبيت التوقيت سيلحق ضرر كبيرمن جميع النواحي؛ فمن حيث تكاليف استهلاك الطاقة والفاتورة النفطية في المملكة فإنها ستزيد بنسبة كبيرة؛ فـ90% من الأسر الأردنية تصحو باكرا لأعداد ابنائها للمدارس والجامعات، ناهيك عن الإضاءة في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية ساعات الصباح. واختلاف الساعة البيولوجية سيسبب نوعاً من الفوضوية والاضطراب لدى الطلاب والموظفين.
وبالنظر سريعاً الى أوقات الشروق المُتوقعة في شهري كانون الأول وكانون الثاني حسبما أوضحت دائرة الأرصاد الجوية فإننا نجد بأن مُجمل أوقات شروق الشمس ستكون بعد الساعه 7:30 صباحاً وهذا يعني ان الطلاب والعاملين سيستقبلون نهارهم الجديد بأجواء ليلية ، حيث تقرع معظم المدارس أجراسها في الساعه 7:40 صباحا ًاي بعد شروق الشمس بدقائق فقط .
عزيزي فرانكلين،
ارتأيت أن أرسل لك خطابي هذا وأنت مؤسس أكبر دولة في العالم لعل وعسى أن تستذكر حكومتنا الرشيدة من خلالك أهمية الأمر والنظر له بعينك والأخذ بحسناته كما جرت العادة في العالم لنيل بركة دولتكم على جميع قراراتها...!
فقد كنت أتوقع أن قرار تثبيت التوقيت سيتم العدول عنه أو سيلحقه قرار آخر بتغيير الدوام الرسمي لطلبة المدارس والمؤسسات الحكومية ليبدأ من الساعة التاسعة صباحا بدلا من الثامنة ليتناسب مع الجميع ولكن الوقت ليس متأخرا لإجراء التعديل وإعادة النظر به من أجل مصلحة الأردن والأردنيين.
رحمك الله يا عزيزي فرانكلين وأدام نظريتك التوفيرية لإضاءة باقي دول العالم وتوفير الطاقة وليكن ذكرك مؤبداً... وأدعو الله عز وجل أن يمنح حكومتنا الرشيدة الرشد دائما وأبداً للعمل بما فيه خير للأردن.
rulanassraween@hotmail.com