عمون - أصبح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول رئيس للولايات المتحدة يدلي، خلال ولايته الرئاسية، بصوته الانتخابي قبل موعد الانتخابات، غداة تبادله هجمات حادة مع منافسه الجمهوري ميت رومني الذي أكدت استطلاعات الرأي العام أنه المرشح المفضل لدى الناخبين البيض .

وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن أوباما أدلى بصوته الانتخابي مبكراً في بلدته الأم شيكاغو قبل أيام من موعد الاقتراع الرئاسي في 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وشجع أوباما على التصويت المبكر، قائلاً إنه »يعني أنه لا يفترض بالمرء أن يفكر إن كان لا بد أن يأخذ إجازة من العمل ليدلي بصوته يوم الانتخابات، أو يفكر كيف سيحضر أولاده ومع ذلك هو يدلي بصوته الانتخابي« . وأضاف »إذا حصل شيء ما يوم الانتخابات، تكون قد انتهيت مما يتوجب عليك« . ومازح قائلاً: »لا أستطيع أن أقول لكم لمن صوّت«، قبل أن يلتقط الصور مع أبناء شيكاغو ويحيي الصحافيين ثم يغادر . وكانت السيدة الأولى ميشيل أوباما سبق وصوتت في الانتخابات قبل أيام أيضاً . يشار إلى أن ولايات عدة تسمح بالانتخاب قبل موعد الانتخابات .

وفيما تشير البيانات إلى أن أوباما يتقدم على منافسه الجمهوري رومني في استطلاعات الرأي، تتخذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه السنة طابعاً عرقياً أكثر من أي وقت مضى، بحيث إن المرشح الجمهوري يتقدم بين الناخبين البيض بنسبة 23%، على أوباما المتحدر من أب إفريقي وأم أمريكية بيضاء .

من جهة أخرى، شنّ أوباما، الخميس، في ختام جولته الانتخابية التي استغرقت 40 ساعة على عدد من الولايات الحاسمة، هجوماً حاداً على منافسه رومني في أوهايو، الولاية التي يمكن أن تقرر نتيجة السباق إلى البيت الأبيض . ومن جانبه سخر رومني الذي شارك في تجمع للجمهوريين في ديفاينس، من »التراجع الكبير« لحملة أوباما واستعار شعار الرئيس خلال حملته في 2008 واعداً »بتغيير كبير« إذا فاز في انتخابات 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل .

وهاجم أوباما منافسه بشدة بسبب معارضته خطة إنقاذ قطاع صناعة السيارات الذي يؤمن وظيفة من ثماني وظائف في أوهايو، حيث ستكون المعركة الأقوى . وقال أوباما »لقد رفضت التخلي عن هؤلاء العمال ورفضت التخلي عن هذه الوظائف . أنا أراهن على العمال الأمريكيين، وسأقوم بذلك ثانية لأن هذا الرهان رابح« . وأنهى أوباما، الخميس، جولة على ثماني ولايات قطع خلالها أكثر من سبعة آلاف ميل قبل 11 يوماً من الانتخابات لكي يطلب من الأمريكيين تحدي الوضع الاقتصادي الصعب ونسبة البطالة العالية عبر التصويت له لولاية ثانية .

ويعطي مساعدو الرئيس في مجالسهم الخاصة إشارات على ثقة متزايدة بأن الرئيس سيفوز مجدداً، لكن رومني حاول أيضاً إقناع مؤيديه بأنه هو وليس أوباما من يحظى بالزخم في نهاية المعركة . وقال رومني أمام حشد ضم 12 ألف شخص في ديفاينس »نريد التغيير، نريد تغييراً كبيراً ونحن جاهزون لذلك«، متهماً الرئيس الديمقراطي بشنّ حملة سلبية ومتدنية خالية من أية أفكار جديدة . وأضاف رومني حاكم ولاية ماساشوسيتس السابق »الآن حان وقت التحديات الكبرى والفرص الكبرى، لدينا خيار كبير أمامنا . وصراحة سننتخب رئيساً يكون راغباً في إحداث تغيير كبير، وأنا سأقوم بذلك« .

ويحمل رومني منافسه الديمقراطي مسؤولية تداعي الاقتصاد في البلاد، فيما يحذّر الرئيس من أن الأمريكيين قطعوا شوطاً كبيراً في طريق خروجهم من الانكماش وأنه يجب ألا يجازفوا بتغيير مسار هذا التقدم تحت إدارة جمهورية .

ومع اقتراب الانتخابات، تزداد مشاعر النفور بين رومني وأوباما كما يبدو . ففي مقابلة مع مجلة »رولينغ ستون« قال أوباما إن الأولاد لديهم حدس سياسي ممتاز ويمكنهم رصد »مراوغ« . وهذا التعليق اعتبر إلى حد كبير ضربة قوية لرومني الذي اتهمه أوباما أيضاً بالافتقار للمبادئ وبأنه يغيّر مواقفه من أجل مكاسب سياسية، ما استدعى رداً سريعاً من المتحدث باسم المرشح الجمهوري كيفن مادن . وقال مادن »الرئيس أوباما فاقد أعصابه وفي موقف دفاعي . لم يعد لديه شيء سوى الإهانات والهجمات . من المؤسف أنه يختتم آخر أيام الحملة بهذه الطريقة« .

ويقول فريق أوباما إنه لا يزال لديه عدة طرق لتأمين أصوات كبار الناخبين ال 270 من أجل الوصول إلى البيت الأبيض، وإنه يستخدم لذلك خريطة سياسية واسعة . وخلال يومين جاب أوباما أيوا وكولورادو ونيفادا وفلوريدا وفرجينيا وأوهايو وتوقف لفترة في كاليفورنيا لكي يشارك في برنامج جاي لينو ثم توجه إلى معقله شيكاغو . وقام رومني أيضاً بجولات متعددة، لكنه ركز حملته، الخميس، على أوهايو فقط، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن أوباما يتقدم عليه بفارق نقطتين .

إلى جانب ذلك جمعت حملة رومني 122 مليون دولار خلال 15 يوماً في أكتوبر/تشرين الأول الحالي . وقال أندريه سول المتحدث الرسمي باسم الحملة »إن الجهود التي حققها الفريق عادت عليه بهذه الفائدة التي ستسهم إلى حد كبير في دعم مسيرة رومني إلى البيت الأبيض . (وكالات)

وكالات