سحب السيجار والهيشي تغطي قبة المجلس
فايز الفايز
22-11-2007 02:00 AM
البعض في بلدي يأتون دائما هكذا .. ويذهبون هكذا ، لماذا جاؤوا لا ندري ، وكيف جاؤوا لا ندري ، ولماذا ذهبوا أيضا لا ندري ، المهم إن الحياة الدستورية تتطلب ذلك بغض النظر عن تقيوئات الواقع المرير .
ويأتي مجلس النواب الأردني الخامس عشر في ظل ظروف راهنة متأزمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وزاد البعض من المترشحين له الأزمة الإجتماعية فداحة من الناحية الأخلاقية وتلازمية العقل والمنطق .ولو سلمنا بسلامة العملية الانتخابية من الناحية النظرية ، فإن ما حدث يوم ( الثلاثاء الديمقراطي ) يدعو للتفكير الصامت طويلا ، وطويلا ، وطويلا ، وبشكل منفرد ، الى درجة الانتهاء من التفكير الصامت في يوم قراءة الفاتحة على روح من فكر .
فالنتائج في معظمها جاءت على غير ما يريده المنادون بالتغيير نحو الأفضل ، والأفضل هنا هو نواب من طراز أصحاب مدرسة المعاناة الوطنية ، الذين يملكون إحساس الفقر والحاجة والظلم الواقع على القانون والدستور والأخلاق ، فيطفوا على السطح " جثث الحيتان " وعباءات الانكفاء العشائري .
مهمة صعبة تلك التي قام بها أبناء الوطن ، جهود حكومية دراماتيكية ، سباق ماراثوني للدينار بين أيدي " جهلة " من الناخبين والمرشحين ، حمامات حبر سفكتها أقلام الزملاء في القلاع الصحفية ، والمواخير الصحفية أيضا ، سهر وسجائر وحرق أعصاب ، ولكن نغص على ذلك " العرس الديمقراطي " اعتراض " عر.. ما " ليتنطح للمهمة ، فيجلس بهرواته المادية أو العصبية ، في مجلس نواب كان الأولى ان يحصن بقانون على مستواه ، يحميه ويدعم مسيرته .
نعلم ان العديد من الجهات الرسمية الشريفة غير راضية عن بعض النتائج التي ظهرت نتيجة التفاف على القانون في عتمة الصبح والمساء من قبل بعض المرشحين ، ولكن ليس بأيدينا سوى ان نقبل بالواقع ونقبّل ثرى الوطن ، لا مودعين ، بل معزّين !
مواطن مسحوق الجيب والعقل والإرادة يسأل ، لماذا لا يجلس على مقعد النيابة رجل فقير ، يتلذذ بطعم الزيت والزعتر، إن وجد ، لماذا لا يكون العضو هناك قد جاء على أكتاف العقل والمنطق والخيار الجامع .. لماذا يظن الأثرياء إنهم هم الأولى بأن يحكموا المقعد ، ويتحكموا بمصير الوطن ، حسب مؤشر مصالحهم ؟ لا إجابة !
الحكومة اليوم تكفكف دموعها ، وتقبل ذا الجدار وذا الجدار ، بعد أن خاضت معركة حشدت لها أكثر مما تستحق ، وستسلم الجائزة الذهبية الى صاحبها القادم من الجنوب الأكثر فقرا ، فما هو التحدي الذي ستواجهه حكومته القادمة أمام مجلس النواب ، خاصة إذا علمنا إن قواعد حكومة البخيت باشا الوزارية سوف تعود مع الحكومة الجديدة إن لم يحدث ما يوجب تغيير كامل الطاقم ، فهل سيقف الذهبي باشا أمام تحديات جديدة داخل المجلس ، أم ان مهمته ستكون سهلة في ظل سحب "السيجار والهيشي " داخل المجلس ؟!
أخيرا نرى اننا نأمل ان نراهن على الصقور في مجلس النواب ، خاصة من النواب السابقين ، والجدد الشرفاء ، الذين سيدخلون الى معركة الرئاسة داخل المجلس بين أقطاب الجنوب والشمال ومن والاهم .
Royal430@hotmail.com