ذكر حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في رسالة تحت عنوان " إسلام الإخوان المسلمين " أن دعوة الإخوان تميزت عن غيرها في شدة الإقبال من الشباب وسرعة الإنتشار في القرى والمدن وعند تأسيس الجماعة عام 1928 تم الاعتماد على منهج واضح من قبل الجماعة يتمثل بالالتزام بما جاء في القران والسنة والعودة الى الاسلام حتى أصبح شعارهم بعدها الاسلام هو الحل فبهذا النهج العقائدي التاريخي الذي ارتبط بالجماعة استطاع الاخوان ان يحشدوا الشباب , الا ان الاخوان في زمن بني رشيد وهمام لم يلتزموا بنهج حسن البنا والسابقين في الحوار والشورى وإحترام الاخر ولم يلتزموا قي البعد الحقيقي للجماعة بأن الموت في سبيل الله أسمى أمنياتنا والتفتت أنظارهم الى السلطة بأي وسيلة كانت وخاصة مع الدعم الذي تحضى به الجماعه في وقتنا الحاضر وتحت شعار بسم الله وعلى بركة الله والله أكبر يحشدون الشباب للضغط من أجل تعديل قانون الانتخابات للحصول على مقاعد نياييه تسمح لهم بتشكيل حكومة برلمانية للحد من صلاحيات الملك تحقيقا لطموحهم السلطوي فقط , دون الالتزام باتباع المنهج التعليمي وغرس الفكر الاخواني في عقول الشباب مكتفين بحشدهم بهدف منحهم الشرعيه أمام صانع القرار والمجتمع الدولي وهذا النهج الإخواني الوصولي الجديد والخارج عن نهج المؤسسي كان سببا لإزدياد عدد الشباب المعارضيين للفكر الاخواني مع انقسام في نهج القيادات الشبابيه داخل جماعة الاخوان و الجبهة .

لطالما سمعنا أأمة المساجد يحدثوننا عن الترهيب والترغيب ويوم الوعيد ويعقدون الحلقات في المساجد ويدعوننا من المدارس لزيارة مراكز حفظ القران ومنهم من كان من الجماعة فكنا نقتدي بفكرهم وبنزاهتهم وبمحبتهم لإخوانهم في الله فنعمل جاهدين للتقرب منهم لأن هدفهم الوحيد رضى الله فقط ولا أنكر أن الشيخ ابو عبدالله كان سببا في حضوري لصلاة الفجر لمدة عام كامل كذلك لا انكر بأنه مع الوقت وبعد التنقل من مكان الى أخر إكتشفت بأن الفكر الذي يؤمن به أمثال ذلك الشيخ في القرى التي حرص الشيخ حسن البنا للوصول اليها مختلفا تماما عن الفكر الذي تحمله قيادته التي لا يعلم إسمها إطلاقا وإنما إنظم لهم لإمانه برسالة الدعوة الاسلامية التي تستغلها الجماعة حاليا وتحتمي بها كونها شريعة سماوية لا يختلف عليها اثنان .

إن إيماننا بأهمية التوزان السياسي في الأردن يتطلب منا نحن الشباب التوجه للاحزاب التي تتناسب مع رؤيتنا الإصلاحية لمستقبل الأردن لكن مع إنحصار المعارضه الأردنية في مظلة الجماعة والجبهة فأعتقد بأن كفة المعارضة ستبقى فارغه وإلا إختلف المسمى من المعارضة السياسية الى المنكافة وبهذا لن نرتقي بمطالبنا الإصلاحية الا بخلق جبهة وطنية بقيادة شخصيات معارضه حقا للمدافعة عما لا يتماشى مع المواطن الاردني ولا يحمي كرامته , قيادات لا تقبل بتمرير الاتفاقيات والمعاهدات في حال وصولها للسلطة وتحلل لنفسها ما حرمته على غيرها وفي رسالة ممثل الاخوان المسلمين الرئيس المصري محمد مرسي لصاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل وعزيزه وصديقه العظيم " كما قال " أكبر عبرة ودليل على أنهم جماعة يقولون ما لا يفعلون ويمارسون الدين من خلال ممارسة بعض قيمه او كتابتها على قماش المسيرات بعد الانتهاء من صلاة الجمعه حيث الكثافة البشريه .

حتى وان لم أحمل فكرا معارضا وأميل الى الاعتدال والوسطيه الا انني أطمح بوجود تيار وطني معارض لا تتقدمه الجماعه لعلي في يوم من الايام أخرج خلفه مطمئنا بعدم تشويه رأيي وهنا عتبي على الاعلام الذي يصور كل الحراكات والمسيرات ويعلنها إخوانيه وربما تكون غير ذلك ويعلن المطالب الاصلاحيه على إختلافها على لسان الجماعه حتى حكوماتنا الجديده تلتقي أولا بالجماعه فقط مستثنية كافة الحراكات والاحزاب المعارضه الأخرى .

الشباب الأردني اليوم أرهقه التفكير ما بين غالبية صامتة وبين حراك يخرج للشارع فالصمت ليس خوفا فكم تمنينا أن نخرج لنعبر عن رأينا في أحدى ساحات وطننا عما يجول بخاطرنا من ألم الا أن قناعتنا بأن هذا الحراك سيخترقه شخص من الخلف ليقف أمامنا ويلقي على مسامعنا خطابا لا يتناسب مع هدف المسير يجعلنا نعبر بأسلوب أخر لكي لا نرى أنفسنا على شاشات التلفاز المحلية والعربيه كمشاركين بمسيرة ينظمها متسلقا " جاء في أخر دقائق المسير " وحتى لا نمنح لهؤلاء الشرعيه بأن يطالبوا بتحقيق أجنداتهم لأنهم يملكون الاكثريه وحتى لا نمنحهم فرصة الوصاية على مقدرات الوطن وثرواته .

قد تكون هذه المرحلة مرحلة الإخوان إن صدقوا معهم من عاهدوهم على ذلك وعندها ستستمر مسيراتهم وإختراقهم لحشود الشباب الثائرين على بطالة وفقر إستنزفت قواهم لكننا نعلم أيضا بأن لكل بداية نهاية ولكل فكر جماعة .

سامر مراشده