التخاذل والنتانة صنوان، وللعلم نتن الشّيءُ؛ خَبُثت رائحتُه وفسَد، ونتَن الشّيءَ: جعله خبيثَ الرائحة (معجم اللغة العربية المعاصر).
في جميع الأحوال، وفي كل الأزمان، ولدى جميع الحضارات والمجتمعات، وعلى كافة المستويات، النتانة صفة ذميمة، كريهة، قبيحة، مقيتة، حتى أن وصف احدهم بأنه نتن تكفي لشمول حاله بالردائة والقبح، وتغني عن إعطاء تفصيلات اضافية. ولكن، وللمصلحة العامة، لا بد من إبراز بعض ملامح النتانة، التي تشكل شخصية بعض الإدارات والمسؤولين لكي، نواجههم بأمراضهم المزمنة، املين بأنهم سوف يعملوا على علاجها والتخلص منها، ونحن على ثقة من انهم سيتداركوا سوء حالهم، وأنهم سيقوموا مسار سلوكهم الأعوج، رأفة بمؤسساتهم التي ابتليت بهم، ومن ناحية أخرى فإن مواجهة النتنين بمصيبتهم، من شأنه، التقليل من شأنهم، وتقليل اعدادهم ما أمكن، وإضعاف إمكانية انتشارهم وتكاثرهم في المجتمع، وكسر شوكتهم بل ومكافحتهم، وذلك عن طريق كشف حالهم وخصالهم، قُبِحوا وقُبِحت خصالهم، وعليه فإن من مظاهر النتانة :
اولاً، أن يلجأ المسؤول وأخص بالذكر بعض رؤساء الجامعات العريقة، والتي كان لها في العلم والمعرفة سبق ومنزلة، الى العزلة الإنهزامية مثل عدم التواصل مع كل من هيئاتها التدريسية والإدارية والطلبة والمجتمع المحلي، بل والتهرب منها جميعاً، مما يؤكد افلاس تلك الإدارات فكرياً.
ثانياً، أن يغض رئيس جامعة الطرف "وهو قصير النظر متى شاء" عن ما يفعله بعض اعضاء مجلس عمدائه، أولئك الذين تستنهضهم وتحركهم روائح "الدسم" أكثر من ما يستنهض هممهم "العمل النابع من محبة الجامعة والوطن"، فعلى سبيل المثال يلجئ احدهم الى الأستيلاء على العبئ الأضافي لزملائه، ويقاتل قتالاً شرس لزيادة عبئه الإضافي على حسابهم، مع ان التعليمات تمنع أن يتجاوز عبئه الاضافي عبئهم، الم يتعلم منذ نعومة اظفاره بأن كبير القوم خادمهم، وإن حصل ولم يعلم بذلك، أفلا يتحرك رئيسه "المقعد ارادياً" فيوضح له سوء تصرفه، أو ينهاه عنه، أو يزجره عن فعلته، أو يعاقبه، أو يلغي قراره، أو ينصرفا معاً عن جامعة استباحوها، بشَرَه، فانقضوا على مواردها كالجوعى، والمحرومين، غير آبهين بحقوق الآخرين، ألا تبت أيديكما معاً، بل دعوني أقول إشبعوا ولن تشبعوا أبداً فأنتم اصحاب العيون الفارغة التي لا يملؤها إلا التراب، وتراب الوطن كثير عليكم، يا متجاوزو الأنظمة والتعليمات.
ثالثاً، أن تلقى زجاجات المشروبات الروحية هنا وهناك، دون أن تتم إزالتها، فذلك ضعف إداري ونتانة، علما بإن "زلمتها" يعلم بذلك، ولكن اجراء لمنع حصول ذلك لم يتم، وكعادته، يكتفي "بالتمتمة"!! ونحن نصف حالها، وحالهم من عدم المبالات فنقول "طول عمرك يا زبيبة بظهرك هالعودة".
رابعاً، يشتكي العديد من الطلبة الزوار "ضيوف الوطن" من انهم يتعرضون للأذية وسوء المعاملة، وحسب ادعائهم فقد تم ابلاغ المسؤولين بذلك مراراً وتكرارا، ولكن وحسب اقوالهم فإن اجراء لمنع ايذائهم لم يتخذ، وإن كان وحصل فهل لنا الإطلاع على ما اتخذوه من إجراءات تطمئننا، وتأمنهم من خوف!.
خامساً، أن يقوم رئيس الجامعة بتعميق النزعة القبلية فيها، وبالذات عند التنسيب بالمواقع الأدارية الأكاديمية العليا، مخالفاً بفعله الشائن ذاك قيم واخلاقيات الدولة والجامعة التي تأويه، غير آبه بتعاليم سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام إذ يقول:
"دعوها فإنها منتنة".
متجاهلاً حقيقة أن من يخدم الجامعة هو، الأكفأ، وليس من له فئة ينصرون ويحمون رئيس الجامعة إذا تمت ملاحقته من قبل هؤلاء أو أولئك بين الكليات. اليست كثرة الإستقالات في الجامعة دليل على الظلم، وأهمال الحقوق، وعدم الرضى، وسوء المعاملة، "وتكبر مسؤولين صغار اصبحوا بجرة قلم كباراً"، وعن ترهل أداء رئيسها؟ أم أنه اعمى البصيرة ايضاً، أم غير آبه بمستقبل مؤسسته وراحة العاملين فيها! كيف لا تأبه بشعور من حولك؟ وقد وليت عليهم؟!
إذا كنت كذلك فالبعد عنك فضيلة؟!
سادساً، أن لا يراعي حق الله في مؤسسته، فيعلم بوجود السوء والسيئين، والإبتزاز الإداري، والأكاديمي، والنجاح بشروط رخيصة، بل وأكثر من ذلك، ولا يحرك ساكنا، فقد رضي أن يكون من القاعدين.
خلاصة القول : أذا توفرت أحدى هذه الصفات في شخص، فهو نتن، والنتانة "رجس" من عمل "الزعران"، فاجتنبوه.