قطار عمان - الجيزة يعرض الوجه الاخر للعاصمة
21-10-2012 01:48 PM
عمون - (بترا) - من مشهور ابو عيد - للمرة الثانية يبدي دبلوماسيون اوروبيون اهتماما بمسار قطار عمان –الجيزة، ويمضون يوما في استكشاف الجغرافيا الاردنية، بلقاء شرق العاصمة عمان على متن قطار بخاري، يعد واحدا من اصل 40 قطارا بقيت في العالم، ستة منها تعمل في الاردن.
وتشكل الرحلة التي تبدا من منطقة المحطة وسط العاصمة عمان وتنتهي بمنطقة الجيزة فالعودة، معلما مهما يعيد الى الاذهان مسار الخط الحديدي الحجازي الذي بناه السلطان عبد الحميد عام 1908، لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وفرادة الرحلة، التي كانت تجمعا دبلوماسيا عائليا لحوالي 250 شخصا، تكمن في التواصل المباشر مع طبيعة الجيزة الصحراوية ومع مجاوري سكة الحديد الذين يقفون على امتداد الخط ملوحين بحميمية لضيوف العاصمة الذين اختاروا هذا المسار الذي يعرفهم بالوجه الاخر لعمان، السكن العشوائي، المكتظة بيوتها بسكان استنفرتهم صافرة القطار فوقفوا مبتسمين ملوحين.
والرحلة التي نظمتها يوم امس السبت، الفرنسيتان، ببينا نوبيل وبينا فلوري وشارك فيها دبلوماسيون من المانيا والنمسا واميركا وايطاليا وسويسرا وفرنسا والنرويج والسويد وايطاليا وكوريا تعد مؤشرا على تطور مهم في تاريخ الخط الذي كان منسيا لعقود وأعيدت اليه الحياة بجهود العاملين في مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الذين يسعون الى جعله معلما وطنيا يضاف الى الخريطة السياحية للمملكة.
ويأخذ القطار راكبيه من منطقة المحطة في مسار متعرج مدته ساعتان الى محطة الجيزة المقامة على ارض خضراء مساحتها 51 دونما عليها مبان اقيمت بداية القرن الماضي، واستراحة مزودة بوسائل الراحة للاستمتاع بنزهة في احضان الطبيعة.
ويؤكد دبلوماسيون شاركوا في الرحلة اهمية المسار بصفته مسارا ترفيهيا لهم ولعائلاتهم للتمتع بأجواء الطبيعة الصحراوية ومتعة التنقل بقطار بخاري يعد واحدا من 40 قطارا بقيت في العالم منها ستة عاملة في الاردن.
وبهذا الخصوص يعبر دبلوماسي الماني وزوجته عن اعجابهما بالمسار الذي يشكل لهما ولطفليهما فرصة الانتقال بقطار بخاري والاستمتاع بالغداء في ظلال اشجار (محطة الجيزة) التي لعبت دورا حيويا في مسار الخط في طريقه الى الاراضي السعودية.
ويصف الزوجان الرحلة لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بانها كانت ممتعة ومميزة وتعطي انطباعا جديدا وفريدا عن جانب اخر من المجتمع الاردني.
ويؤكدا ضرورة اعادة بناء عربات القطار على هيئتها كما كانت عليه ايام الخط الحديدي الحجازي للحفاظ على اصالة العربات بما يحافظ على فرادة القطار وتميزه.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه مدير العلاقات العامة في مؤسسة الخط الحديدي الحجازي محمود فريحات لــ (بترا) سعي المؤسسة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة لإضافة رحلات القطار على خارطة السياحة الداخلية، يقول ان خط السكة اصبح يستقطب سكان العاصمة وزوار المملكة ما شجع المؤسسة على التوجه للتوسع بعدد العربات وتزويدها بوسائل الراحة.
ويضيف ان خط عمان – الجيزة وبعد اتفاق تعاون مع وزارة التربية بدا بنقل طلبة مدارس في اطار مساعي المؤسسة لتعريف الجيل الناشئ بالخط بصفته معلما تاريخيا وحضاريا اردنيا.
ووجه فريحات الدعوة لمؤسسات المجتمع المدني ولهوات السياحة العائلية، الاستفادة من الفرصة التي يقدمها الخط للراغبين بنزهة الى المفرق او الجيزة او وادي رم او العقبة.
من جانبه يصف الممثل المقيم لـ (مؤسسة فريدريش ناومان الالمانية)، رالف اربل، الرحلة بالفريدة، مضيفا انها قدمت انطباعا عن وجه اخر من العاصمة عمان وهو عمان الشرقية ببنيتها الديمغرافية والجغرافية، وهي غير الصورة اليومية التي دأب ضيوف العاصمة على مشاهدتها.
ويضيف اربل ان الرحلة التي تتيح للركاب التواصل مع المشهد المحيط ومع القاطنين حول السكة تعطي انطباعا اخر يمتاز بالفرادة والحميمية والتشويق واستكشاف وجه اخر من العاصمة عمان.
ويقترح ان تجول عربة لبيع المشروبات الخفيفة والسكاكر عربات القطار للتخفيف على الركاب عناء التنقل بين العربات للحصول على احتياجاتهم خلال الرحلة.
يبقى ان اذكر ان الانطباعات التي عبر عنها من جاورني بالعربة خلال الرحلة، اثارت لدي الدهشة، " حيث غض الدبلوماسيون النظر وتسامحوا ولم يتحدثوا " عن العشوائيات المنتشرة على امتداد الخط، ومع الحجم الهائل للنفايات على جانبي مسار القطار، وفتح مصارف بعض الحمامات على ارض السكة وتحديات اخرى، تستدعي تكاتف جهود المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي، لإنجاح مساعي مؤسسة الخط الحديدي، في اعادة احياء سكة حديد الخط الحديدي الحجازي، باعتباره معلما سياحيا يضاف الى المعالم التاريخية والارث الحضاري للمملكة.
وكان مسار خط الحجاز الحديدي ينطلق من مدينة دمشق ويعبر سهل حوران ويمر بعدد من المناطق جنوب سورية وصولا الى مدينة درعا ثم الى الاردن حيث يمر بمدن المفرق والزرقاء وعمان ومعان على التوالي، ويكمل سيره جنوبا الى ان يدخل اراضي الحجاز حيث ينتهي بالمدينة المنورة.