لا شك أننا في زمن السرعة الهائلة كما هو زمن الفتن التي يختلط فيها الحابل بالنابل والتي يعجب فيها كل واحد برأيه مع ما يصاحب ذلك من أهواء وتناقض وخروج عن المنطق ، ولضيق المجال أذكر أمثلة هنا وهناك مع أن كل واحد منها يحتاج إلى طويل كلام : الكلام الذي تفضل به دولة رئيس الوزراء للتلفزيون الأردني أمس الاول في المجال الإقتصادي فيه كثير من الصواب ولكن الجوانب الأخرى التي تم السكوت عنها جديرة بالنظر . والسؤال الذي أطرحه هل الأبواب مغلقة عند وجود الأزمات الاقتصادية باستثناء الحلين التقليديين عند حكوماتنا وهما (1) رفع الأسعار أي رفع الدعم والتفكير بآلية مساعدة الفقراء (2) الاقتراض.

إن اقتصادنا يحتاج إلى حلول إبداعية غير تقليدية ، فرفع الأسعار يعود ضرره على المستهلك لأن معشر التجار سيحافظون على ربحهم وكل رفع سيحملونه للمستهلك ، والاقتراض هو نكسة في الاقتصاد الوطني حيث يتم رهن البلاد والعباد وقد نصل إلى تراجع سعر صرف الدينار وهو ما لا تريده الحكومة !! الحل الإبداعي ننتظره من المجلس الاقتصادي الاجتماعي وقد سمعت من الدكتور جواد العناني لطرح خارج الحل التقليدي الحكومي فهلا عقدت الحكومة مؤتمراً للتفكير في الحل غير التقليدي .

الأمر الثاني يتعلق بالمسيرات التي لا اعتراض عليها باعتبارها عملاً قانونياً لكنها تتضمن أشياء غير قانونية ، وعلينا أن نتفق على قبول ما هو قانوني ورفض ما هو خارج القانون مثل الشتائم والسباب والتعريض والغمز واللمز: فمن قال إننا عبيد لأحد حتى يهتف متظاهرون في إربد ( لسنا عبيدك ) لماذا هذه المغالطات ؟ والكاف على من تعود ؟ ومن هم الذين يتحملون مسؤولية هذا الخطاب ؟ الحركة الإسلامية أم منظمات السبعين التي تسترت خلف لافتات جديدة ؟ أم هي هتافات مدفوعة الأجر ؟ وإذا كانت الهتافات هي هي منذ سنتين فأين المحطة الأخيرة ؟

والأمر الثالث الرسالة التي بعث بها الرئيس مرسي إلى بيريز الصديق العظيم تطرح علينا سؤالاً قوياً : لماذا نشتم التطبيع والمطبعين ثم إذا كان التطبيع المندلق وتحت عنوان الدبلوماسية قبلناه وصمتت لجنة مقاومة التطبيع ولم تصدر أي بيان !! فأين صوت تلك اللجنة ؟ وأين جمعية مناهضة الصهيونية ؟ إذا أردتم الإسلام فاسمعوا إلى قول محمد صلى الله عليه وسلم " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها . وللرفاق اليساريين أن يتذكروا كيف فارق جيفارا صديقه كاسترو يوم غازل كاسترو الإمبريالية وشن غيفارا هجوماً صاعقاً على الاتحاد السوفييتي.

نحن في أمس الحاجة للمنطق والعدل كما قال تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى)
ولنتذكر أن الهدم سهل ولكن البناء صعب فلنحرص على بلدنا وعلى أمنه واستقراره مع الاستمرار بمحاسبة الفاسدين ومراقبة المسؤولين والدعوة للاصلاح بالوسائل القانونية ، مع الاحتفاظ بالخلق الكريم حتى مع الخصوم لأن لغة الشتائم لا تسمن ولا تغني من جوع . (العرب اليوم)