العنوان الوطني العريض في الإرادة الملكية السامية
ممدوح ابودلهوم
19-10-2012 08:34 PM
وزارة الدكتور عبدالله النسور بين شفافية التكليف وكيمياء المنعطف
[ ما أن سمعت خبر تكليف جلالة الملك حفظه الله لدولة الدكتور عبدالله النسور بتشكيل الحكومة الجديدة ، حتى سارع بندول شاشة الذاكرة إلى القيام بعملية تدوين مكوكية ، بل لعلها فرحاً و فخراً في آنٍ معاً أقرب رُحماً وأقدر ربطاً إلى ما يشبه (المشورَة) الذهنية ، وذلك بين ما تحت فروة رأسي في أعلى هامتي وبين قلمي الإنتمائي هذا في يمناي المحتشدة بأصداء هذا المنعطف العظيم .
إصطفت التوليفةُ أعلاه لكي يسطر هذا القلم و من فوره على هذا الأديم الورقي الناعم ، مؤشراً أولاً على التبشرة الأولى بهذا التكليف النوعي المزلزل بغير قراءة و بأكثر من حكم ، للوضعين معاً الراكد السياسي و المتخبط الديمقراطي- الثانيةُ مدخلٌ و سبب و الأولى نتيجة و قلق (!) و أنا أُشيرُ هنا و بقوة إلى ما بلوناه من حواراتٍ مجانية ٍكانت أقرب إلى الجدال البيزنطي حتى لا أقول حوار طرشان (!) في حين أننا و بحسب جلالة الملك لم نكن نملك ترف الوقت الذي أضاعه الإخوان و من لف لفهم، من الطاردين وعلى مدى عام و نيف تقريباً لكل توجهات الدولة الأردنية الإصلاحية و التي من شأنها إنتاج ما فيه خير الوطن و مصلحة المواطن .
منعطفٌ نوعيٌ أجل نحسبُ انهُ سيؤسس لـقادمٍ واعد و بسامٍ بإذن الله لمملكتنا الشماء المحفوظة، ففي الأُفقِ ثمة أمل راح يشيعُ في أعطاف حرائر و أحرار الأردنيين روحاً من التفاؤل ، بعودة زمن الرجال الرجال و اللذين ما زالت ذاكرة الأهلين تحفظُ لهم سامق فعلهم العظيم ..
وبهذا الصدى الباسل ، إذن ، فإن فرح التشكيل أصبح يوماً من أيام النشامى الأردنيين ، ففي سماء المكان راحت أعين الطيبين تكتحلُ برؤية مشهدٍ بديعٍ غال و حبيب ، لوجوهٍ راحت تتلألأُ في الرسم كما شموس تضيءُ ثرى هذا الحمى الأشم .
عرف الأهلُ الطيبون من بين تلكم الوجوه الندية الخالدة ، المغفور لهم بإذن الله من الزُّهر الألى هم أصحاب الجلالة ملوك بني هاشم : عبد الله المؤسس و طلال الدستور و الحسين الباني ، وعلى مقربة مستنيمة طيبة واءمت مسافتها بين الزمان والمكان الماجدين ، يهل وجها شهيديِّ هذا الحمى الأشم وصفي التل وهزاع المجالي ثم بطل باب الواد واللطرون حابس المجالي وعاكف الفايز وناصر بن جميل وزيد بن شاكر وعبد الرحمن خليفة وعبد الحليم النمر و فراس العجلوني و موفق السلطي ومنصور كريشان طيب الله ثراهم أجمعين .
أما زعامات البلاد مع مطالع التأسيس فتجرُ السبحة كي تتقاطر رسومُ لجيل الآباء والأجداد الميامين، من الذين لهم أعز جوار في صدور الأردنيين قبل ذاكرتهم النشمية، عُرف منهم ماجد العدوان وحسين الطراونة وعوده ابوتايه وكايد عبيدات وكليب شريدة وسعيد المفتي ومثقال الفايز وعبدالله التل وحديثة الخريشة ومحمد منور الحديد ومحمد علي العجلوني وعلي خلقي الشرايري وأحمد مرويد ، وغيرهم و غيرهم من السادة النجب ممن تضيق لا جدال بأسمائهم الكبيرة المجلدات فكيف بمقالةٍ سيارةٍ وعجلى كهذه، ومهما يكن فأولاً أنوه بأنني أتحدث عن الراحلين لا عن الأحياء بوركت أعمارهم ، أما ثانياً فعذري أمام أبنائهم وأحفادهم عميق عريق وموصول فإنما مثلت بغرض التشبيه والمقارنة وليس غير .
أما خبر ما سقناه آنفاً فهو هذا المناخ الباسل الذي يمكن عنونته بالارتياح الشعبي العام ، للإرادة الملكية السنية بتكليف ابن الأردن البار دولة الأستاذ الدكتور عبد الله النسور، و هو من هو أكاديمياً عالماً إقتصادياً سياسياً و وطنياً بالتالي، صاحبُ السيرة العطرة و المسيرة الخيرة المشهودة في الخدمة العامة كمدير عام و نائب رئيس وزراء و وزير لغير وزارة ، ناهيك بدوره المحسوب في العمل الشعبي كبرلماني بارز منذ عام 1989 حتى عشية التكليف السامي .
لسنا ، خلوصاً ، مع القائلين في تشريف دولته رئيساً لهذه الحكومة بأنه الرجل المناسب في الحقبة الخطأ، بل هو نعم الرجل المناسب لكن للمرحلة الأخطر منذ عام 89 حتى اليوم ، و بهذا المعنى فإن التشكيل يعتبرُ نقطة تحول سوسيولوجية ديمقراطية / نيابية و وطنية بإجمال ، بل هو وبكلمةٍ فصل خطاب منعطف تغييرٍ تنويريٍ و تثويريٍ في آنٍ معاً ، من شأنه العمل على إنتاج حالة عفية في عمق الطرحين التكتيكي والاستراتيجي للدولة الأردنية - اجتماعياً اقتصادياً سياسياً و ديمقراطياً في المقام الأول ، أما كيف ذلك و ما هو المعادل الموضوعي المستنيم بتجليات هذا المنعطف السياسي الرابط بين شفافية التكليف و كيمياء المرحلة ، و ما دواعي الرافضة بطروحاتهم الشوهاء المغناجة و ما قالوه في الرئيس و خطابه الشفاف .. ففي المقال القادم ..]