عمون – محمد الخوالدة - استعرض الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ناهض حتر في ندوة اقامها ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية بالتعاون مع مديرية ثقافة الكرك برعاية رئيس لجنة بلدية الكرك الكبرى مدالله الجعافرة سيرة حسين الطراونه كاول زعيم للحركة الوطنية الاردنية التي قال حتر انها انطلقت حتى قبل قيام الدولة الاردنية ، بل ان حسين الطراونه ورفاقة من رجالات الاردن الاوائل الذين شكلوا حزب المؤتمر الوطني الاول في العام 1928 بزعامة حسين الطراونه هم من اسسوا لقيام هذه الدولة .

وقال حتر ان حسين الطراونه شخصية وطنية بارزة شكلت علامة فارقة يمكن الاقتداء بهدي سيرتها لمن ياخذون على عاتقهم حاليا مسؤولية النضال من اجل الانتصار لقضايا وطنهم كمكون عضوي واحد بعيدا عن الفئوية والمناطقية وتضارب المصالح ، واضاف ينبغي ان نتعلم في وقتنا الحاضر من سيرة حسين الطراونه ورفاقه لان تكون حراكاتنا السياسية مرتبطة فعليا بقواعدها الشعبية ومفوضة منها .

وركز حتر في حديثه على كيفية تاسيس حزب المؤتمر الوطني الاول وقال انه ولد كحركة تمثل طموح ابناء الاردن بكافة شرائحهم ، مشيرا الى ان هذا المؤتمر جمع 150 شخصية من كافة مناطق الاردن لم يسعوا كما قال حتر الى الزعامة بل جاؤوا كفرز حقيقي من قواعدهم الشعبية فكانوا عن حسن ظن هذه القواعد وبحجم الثقة التي اولتها لهم في مهمتهم التي وصفها بالاستثنائية واعتبرها دليلا حيا على قدرة الاردنيين على اجتياز المفاصل الصعبة في اتجاه موحد وخلف زعيم واحد مشيرا الى ان حالة الاجماع الوطني التي جسدها حسين الطراونه ورجالات الاردن الاوائل هي ما اسس للدولة الاردنية التي قال انها لاتزال ماثلة بمقوماتها التاريخية وبقدرتها على الصمود والتطور .

ولفت حتر الى اهم مكونات الميثاق الوطني الاول في العام 1928 حيث نص على ان يكون الاردن وطنا مستقلا بحكم دستوري نيابي رافضا لوعد بلفور لاسباب ربطها حسين الطراونه ورفاقة من رجالات المؤتمر الوطني الاول بابعاد قومية تتصل بالعلاقة الوطيدة بالشعب الفلسطيني ورفضا للوجود اليهودي في المنطقة .

ولفت حتر الى الفكر الاقتصادي عند حسين الطراونه وقال ان حسين الطراونه كان رافضا للتبعية الاقتصادية وتقبل المعونات الخارجية باعتبارها تنتقص من السيادة الوطنية ، وقال حتر ان حسين ذكر في تصريحات صحفية في عهده جاء فيها ان موارد الاردن كافية لاقامة ادارة دستورية صالحة فيه ، معتبرا ان الاموال التي كان يتلقاها الاردن من دولة الانتداب البريطانية كانت تحقق غايات تخدم دولة الانتداب ولامصلحة لشرق الاردن فيها .

وتحدث حتر عن الفكر القومي لدى حسين الطراونه وقال انه كان نصيرا لقضية فلسطين مشيرا الى انه زار فلسطين فاستقبل هناك استقبالا حافلا يبدو انه كما قال حتر اغضب البعض الذين لم يرق لهم مسلك حزب المؤتمر الوطني الاول فعملوا على اجهاضه من خلال اخراج مؤتمرات وتيارات وطنية اخرى حتى حلول العام 1935 حيث خرجنا من حركة وطنية واحدة الى مجموعة تيارات واحزاب ولازالت هذه الحالة كما قال حتر قائمة لغاية الان اذ كلما يخرج تنظيم وطني يتم الالتفاف عليه وتشكيل تنظيمات بديلة لاجهاضه .

وختم حتر بالقول لم يكن حسين الطراونه ابن عشيرته او ابن منطقته او وطنه فقط بل كان ابن امته والمتضامن مع نضالات الفلسطينيين الى حد الشهادة ، وقال ان سيرة حسين الطراونه امثولة تنقصنا حاليا حيث سياسيونا منغمسون في فكرهم الحزبي او السياسي وبعيدين بالمعنى الفعلي عن واقع وطنهم ومجتمعهم .

وكان رئيس لجنة بلدية الكرك الكبرى مدالله الجعافرة قد تحدث في بداية الندوة التي ادارها الناشط السياسي عبدالحي الرماضين قد تحدث في بداية الندوة مرحبا بالحضور مؤكدا اهمية استحضار الرموز التاريخية التي قال انه لم تعط حقها ولم يوثق لها بما تستحق للاقتداء بها في بناء المستقبل ، كشموع تنير درب الاجيال وبجهود بذلوها لبناء وطن كبير معتمد على على تاريخ عريق وحضارة انسانية ، وطن بقلوب مخلصة ومهج غيورة ظلت الحصن المنيع الذي تكسرت عليه كل محاولات النيل والتشكيك ، واضاف ان تناول .

اما حفيد حسين باشا الطراونه (حسين الطراونه) فتحدث مبرزا مواقف من حياة وسيرة الراحل الكبير شاكرا للمحاضر حتر ولملتقى الكرك للفعاليات الشعبية مثل هذا الجهد الذي يلقي الضؤ على شخصيات وطنية بارزة حملت هم الوطن اسست لقيام الدولة الاردنية ونحن احوج مانكون لاستذكار سيرة امثال هؤلاء الرجال الافذاذ للاقتداء بها .

يشار الى ان ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية ومديرية ثقافة الكرك دأبا على اقامة سلسلة ندوات تتناول سيرة الرجال الاوائل من ابناء محافظة الكرك ممن كانت لهم اسهامات واضحة في بناء الدولة الاردنية .