في ظل التخبط في السياسة الأمريكية .. روسيا تعيد وتوثق علاقاتها مع الشرق الأوسط
محمود الداوود
15-02-2007 02:00 AM
•هل تضطلع روسيا بدور الاتحاد السوفيتي السابق لتكون الحليف الجديد لدول المنطقة؟كتب- محمود الداوود
في ظل التخبط السياسي الأمريكي في الشرق الأوسط حيال الدول العربية تحديدا والدول الإسلامية عامة، فان روسيا بدأت تحركا يقوده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، بدأت بإطلاقه تصريحات ضد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وانتقاد الرئيس الأمريكي في تصريحات رسمية.. ثم بقيامه (بوتين) بزيارة تاريخية إلى السعودية وقطر والأردن والالتقاء مع زعماء هذه الدول، وكذلك الالتقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. وقد قال وزير الخارجية عبد الإله الخطيب أن زيارة بوتين للأردن (هامة جدا) ، لا سيما وأنها تمحورت حول قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية التي تربط عمان بموسكو.. إضافة إلى أن موقف روسيا من قضايا المنطقة مهم جدا لما لها من وزن على الساحة الدولية انطلاقا من كونها عضو في اللجنة الرباعية وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن.
التحرك الروسي جاء سياسيا واقتصاديا وله شكل في التعاون العسكري (تصنيع وتزويد)، بل أن روسيا (التي دعمت المشروع النووي الإيراني) عرضت وعلى لسان رئيسها التعاون في المجال الذري مع المملكة العربية السعودية.
مثل هذا التقارب الروسي في هذه المجالات يعيد إلى الأذهان الدور الذي كان يقوم به الاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة بينه وبين الولايات المتحدة.. فروسيا على ما يبدو بدأت تستغل الامتعاض العربي الإسلامي من أمريكا، التي دخلت المنطقة فأثارت فيها الفساد والانشقاقات والحروب شبه الأهلية، ولم تحقق لها لا الديمقراطية ولا الأمان ولا الحرية ولا الرفاهية.. أما روسيا فهي الآن تتمتع بسياسة معتدلة وهي عضو هام في مجلس الأمن وفي الرباعية الأوروبية ولها دور مؤثر ومباشر، كما إنها قادرة على لعب دور منافس للولايات المتحدة، من حيث قدرتها على كسب تأييد الدول العربية لها، ومن جهة تسليح المنطقة بأسلحة روسية، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الدول خاصة بين إيران والخليج وباقي دول المنطقة.
الانفتاح الروسي الجديد ليس له علاقة بالفكر ولا الايدولوجيا ولا العقائد، إنما انفتاح اقتصادي سياسي وربما يتعدى ذلك إلى اجتماعي وثقافي وفني لاحقا.. فهل تستطيع روسيا الآن أن تصلح ما دمرته وأفسدته الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل تستطيع روسيا أن تدخل على الخط للمصالحة وإعادة التهدئة إلى المنطقة الملتهبة، والى أي درجة هي قادرة على ذلك؟
محللون سياسيون يرون أن هذا هو انسب وقت لعودة روسيا إلى الساحة التي خرجت منها، والى إعادة العلاقات القديمة مع دول المنطقة بل وتوثيقها، وان على روسيا لعب هذا الدور بذكاء كبير، حتى لا تخسر كما خسرت الولايات المتحدة الأمريكية التي تلطخت يداها بالدماء العربية كثيرا.. والقادم سيكشف الكثير.