ملتقى استنبول .. عودة للارتباط التاريخي بين العرب وتركيا
21-11-2007 02:00 AM
استضافت مدينة استنبول التركية الخميس الماضي،على مدى ثلاثة أيام ملتقى القدس الدولي الأول، بمشاركة نحو5 آلاف شخصية عربية وإسلامية وعالمية ، تحت عنوان "فلنحم وجه الحضارة"، وهدف الملتقى الى تسليط الضوء على قضية المدينة المقدسة كإرث حضاري وإنساني عالمي، و الى إعادة الزخم لقضية المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تواجه حاليا كما في السابق تهديدات وتحديات متزايدة، بسبب تواصل الاعتداءات وممارسات التهويد الإسرائيلية. كما مثّل الملتقى تظاهرة عالمية داعمة للصمود الفلسطيني، وتثبيت الحق العربي والإسلامي والمسيحي في المدينة ومقدساتها،خاصة وأن هذه القضية تمثل إحدى أهم قضايا مفاوضات الحل النهائي.
وجاء اختيار مدينة استنبول باعتبارها آخر عاصمة للخلافة الإسلامية، كما أنها إحدى أهم المدن العالمية التي تمثل رموزا حضارية وتاريخية وأنموذجا للتعايش بين إتباع الديانات ، كما جاء اختيارها لتأكيد عودة الارتباط التاريخي والجغرافي بين تركيا والعالمين العربي والإسلامي ، بعد أن تقطعت وسائل الاتصال والارتباط بين العرب وتركيا في أعقاب الحروب العالمية التي شهدتها المنطقة والعالم مطلع القرن الماضي.
كما يؤشر اختيار استنبول لاستضافة المؤتمر الى عودة الحياة الى العلاقات التاريخية والروحية الوطيدة على المستويين الرسمي والشعبي بين هذه المدينة التاريخية، ونظيراتها من المدن العربية خصوصا مدينة القدس، بما مثلته من أهمية كبيرة لدى السلاطين العثمانيين،إذ حرصوا على حماية المدينة المقدسة وتحقيق ازدهارها، وبنوا فيها الأسوار والمساجد والمآذن،التي لا تزال شاهدة على هذه الحقبة التاريخية.
إضافة الى ذلك ، يمثل الأرشيف العثماني الموجود في استنبول كنزا، يثبت الحق العربي والإسلامي في المدينة، باعتباره مرجعا للسجلات العائلية والمكاتبات القديمة ،وبما يدحض مزاعم إسرائيل بخصوص وجود الهيكل تحت المسجد الأقصى المبارك.
وعلى صعيد المشاركة التركية في المؤتمر، فقد كان واضحا حجم الاهتمام التركي على المستويين السياسي والشعبي، في فعاليات المؤتمر خاصة الوفود الشعبية والطلابية التي زارت المؤتمر وحضرت فعالياته،إضافة الى زيارة المعرض المقام على هامش المؤتمر،وذلك رغم تباين الآراء لدى أوساط نخبوية تركية من سياسيين وإعلاميين واحزاب تجاه أهداف وغايات وتوقيت عقد المؤتمر.
وعلى مستوى تقييم وتحليل نتائج المؤتمر، فقد تعددت الآراء ووجهات النظر لجهة ما تحقق وما أنجز، حيث اعتبرت أوساط أن المؤتمر نجح في إعادة إحياء وتسليط الضوء على قضية القدس ، باعتبارها تمثل مقصدا وإرثا دينيا وحضاريا وإنسانيا، قبل أن تكون قضية خلاف سياسي يجري بحثها في المفاوضات المقبلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين،بينما حاولت أطراف إقليمية اخرى الاستفادة من المؤتمر لكسب التأييد الشعبي العربي والإسلامي إعلاميا وسياسيا ، لمواجهة الضغوط التي تواجهها من قوى عالمية في الوقت الحالي.
*صحفي في جريدة الرأي.