وساطة الرئيس الفايز: إغراءات (بحجم الانتعاش) ؟!
ممدوح ابودلهوم
15-10-2012 06:25 AM
ممدوح أبو دلهوم
[ لم ينفّض سامرُ الحديث عن خيبة الإخوان الأخيرة الأكبر والأهم منذ عام 1946 حتى اليوم، وأنا أشير هنا إلى مسيرتهم التي أجهضت بأيديهم ولم يرى جنينها المشوه المغدور إلا من كان على المنصة الرئيسة، إذ سارعت الأجهزة الأمنية إلى القيام بإسعاف أولي بين ماكياج و دوبلاج ومساحيق تجميلية أخرى، غايتها حفظ ماء وجه الجماعة بتحويل المسيرة الخائبة إلى مهرجان خطابي بساحة النخيل، أتبعوه ليلاً ودرءاً للفضيحة وبحماية الأمن الناعم أيضاً بمهرجان ليلي ثانٍ بحي نزال..
آخر ما حرر بهذا الشأن ومن فيض السامر آنفاً، أنباءٌ بين مؤكدة ومتضاربة عن غير وساطة سياسية فشلت جميعها فشلاً ذريعاً، كانت قد تمت بين الجهات المعنية بتلطيف الأجواء من جهة، وبين الجماعة وذراعهم السياسية جبهة العمل من جهة أخرى، قامت بها شخصيات لها وزنها المحسوب سياسياً واجتماعياً، أهم أوراق اعتماد مهمتها أنها موقرة ومقدرة من الطرفين، وكان من أبرز هذه الشخصيات دولة الرئيس فيصل الفايز ومعالي العين الدكتور بسام العموش وبخبر مقتضب لم يلقَ تأكيداً معالي الدكتور جواد العناني..
بصراحة سقطت المسيرة الفارطة -بلغة المغاربة!– والتي شغلت الناس هذراً مفلساً وملأت الدنيا ضجيجاً مفتعلاً منفراً، لكن نجح المهرجان الخطابي بدعم من الحكومة عبر روافعها الأمنية الباسلة، فهل يُقدّر الإخوان هذه الخطوة وطنياً أو حضارياً فيقلبوا صفحة الحَرد الحرون، وهو ما ترجمته المقاطعة والأهم الترويج اللامسؤول لها - حتى لا نصفها بوصف يغضبهم، ويفتحوا معنا صفحة جديدة من كتاب الوطن في إهاب الرجوع الفاضل، عن خطيئة المقاطعة والمشاركة في الانتخابات وتوكيد دورهم النوعي في بعد الإصلاح السياسي..
أما فيما يخص وساطة العين العموش فلم يفصح معاليه عن تفاصيل يمكن البناء عليها على أن مصيرها ومهما يكن كان الفشل، أما وساطة الرئيس الفايز فقد أفردت لها قناة الحقيقة الدولية مساحة مقبولة عبر لقاء موسع مع دولته، تحدث فيه وبإسهاب لم يخلُ من أسف حتى لا نقول غضب كان بادٍ وبوضوح على قسمات وجهه، عن إغراءات دسمة بحجم الانتعاش في إهاب عروض سخية كاد أن يصفها دولته بالتنازلات السياسية (!)، من تلك العروض مثلاً نسب مئوية كبيرة في النواب والحكومة والوظائف الوسطى في الوزارات والمؤسسات الحكومية وأولاً تغيير قانون الانتخاب..
وبعدُ فلقد دق الإخوان في مجاكرة الخامس منه الماضي، مسماراً نرجو أن لا يكون الأخير في نعش دورهم الحزبي في ميدان العمل السياسي، حين وضعوا أصابعهم في آذانهم ولم يصخوا سمعاً لصوت العقل في نصائح الفايز والعموش، بل لعلهم استمرأوا حالة من شأنها ذر الرماد النرجسي في أعينهم، كي لا يروا إلى المشهد المبدع في نقل البلاد من الفراغ السياسي، إلى آفاق الديمقراطية المفتوحة على شموس الحرية وأشواق الغد المرتجى في الأردن الأنموذج الذي نريد وإليه نطمح..]
Abudalhoum_m@yahoo.com