قامت هيئة الطاقة النووية بأختيار وفد من ابناء المجتمع المحلي في لواء الرمثا للسفر الى الولايات المتحدة الامريكية للأطلاع على تجربة المفاعلات النووية هناك .

مبادرة الهيئة لم تأت لسواد عيون الاهالي بل جاءت عقب احتجاجات شهدتها المنطقة احتجاجا على اقامة المفاعل داخل حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا .

بعض اعضاء الوفد اعتذروا عن الذهاب انصياعاً لرغبة شعبية بأعلان البراءة من كل شخص سيوافق على الذهاب .
في بلد تناضل حتى اليوم للسيطرة على ( بطاقة انتخاب ) لا اعلم كيف لها ان تسيطر على ( مفاعل نووي ) تقوم الموافقة على انشائه بأرسال وفد يرأسهم ( لحية غانمة ) لا خبير نووي مختص .

اما اعضاء الوفد والتي لم تعلن ( الهيئة ) عن اسمائهم ولاعن اختصاصاتهم ولا عن طبيعة عملهم فجلهم من ( الخيرين ) لكن ليس من بينهم ( خيّر ) نووي !

أذا البداية هي أرسال وفد عشائري الى امريكا للاطلاع على المفاعل النووي وذلك على حساب الشعب الاردني : ( ماكل ) .. ( شارب ) .. ( نائم ).. ولا اعلم ان كانت ( الفرجة ) ببلاش ام ان هناك تذاكر دخول ستتحملها خزينة الدولة .

لا يوجد لدينا ادنى شك بقدرة الخبراء ( الامريكان ) على اقناع الوفد بجدوى اقامة المفاعل النووي بما يتمتعون به من خبرة في هذا المجال .

لكن ، تلك الخبرة قد لا تكفي مع وفد يتطلب التعامل معه اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر :

فمثلا عند وصول الوفد ان قام الامريكان بصب ( كباتشينوا ) بدلا من القهوة ( السادة ) سيعتبر ذلك انتقاصا من قيمة الوفد وقد يتسبب ذلك ( بحرد ) رئيس الوفد وبعض الاعضاء رافضين دخول ( مفاعل ) لا يعرف اصحابه ( الواجب ) لأحد .

من ناحية اخرى جميعنا نعلم ان دخول المفاعلات النووية الامريكية يتطلب اجراءات امنية بالغة التعقيد والحساسية بمعنى : بدهم يشوفوا كل شي !

اعتقد ان الخصوصية الاردنية لن تسمح ( للأمريكان ) بأن يشاهدوا كل شيئ وسيثور جدل واسع على باب ( المفاعل ) وسيتم مهاجمة الامريكان على هذا التصرف قائلين لهم : عيب عليكوا .. وسيضع اعضاء الوفد بعد رفضهم الدخول الحق على هيئة الطاقة النووية بأن جاءت بهم الى مكان يقوم عليه مما اصطلح على تسميتهم : ب " قليلي " الاخلاق والدين .

أن استطاع الوفد تجاوز الاجراءات الامنية وتغاضى عن شرب ( القهوة ) ودخل الى ( المفاعل ) فلن يسمح ( للخبير ) بالشرح قبل ان يعطي الوفد ( يوم ) ..

طبعا ( الخبير ) لن يبدأ بالشرح قبل ان يستفهم ما هو المقصود ب ( اليوم ) ؟ .. عند اجابته بأنه تقليد اردني عريق وهو ان تعطي الوفد موعدا على ( الغداء ) .. سيفهم الخبير في حينها قيمة الوفد العلمية وسيشرح لهم بحذر شديد عن ( الانشطار النووي ) و ( النيترونات ) واعدا اياهم بتلبية الدعوة عما قريب .

بعد ان يكمل ( الخبير ) شرحه المفصل عن ( المشروع النووي ) منتظرا منهم أي استفسارات سيكتفي الوفد ونظرا لضيق الوقت ب ( يخلف عليك .. ما قصرت ) !

تريد الهيئة ان تستغل طيبة الاردنيين وعفويتهم بأن تستغل تلك ( العفوية ) بأقامة مشروع نووي يتطلب اقامته كما هو معمول به في كل دول العالم اجراء دراسات واستقطاب خبرات لا ارسال وفود خبرتهم ب ( النووي ) مثل خبرة جدتي ب ( الاي فون ) !

يا اخوان أي خبر بيتسمعوه عن ( النووي ) : أوعدونا .. تقحصوا ! .

salehabuarab@yahoo.com
العرب اليوم