الملك وشفافية المرحلة .. الانتخابات النيابية نموذجا
د. محمد المناصير
21-11-2007 02:00 AM
تماما كما أمر جلالة سيد البلاد أجريت الانتخابات بشفافية وحيادية ، لم يسبق لها مثيل في الأردن ، منذ الخمسينات من القرن الماضي . حين خاضت الأحزاب العقائدية والمعارضة الوطنية والعشائر الانتخابات جنبا إلى جنب .لقد نجحنا بالاستحقاق الدستوري بجدارة ، فقد تسابق على المقاعد الـ 110 (885( مرشحا بينهم 199 امرأة . وكانت النتائج مفاجئة للجميع في معظمها ، إلا أنها مريحة وعادلة إلى ابعد الحدود .
نجحنا في اجتياز الامتحان ، ونجحنا في تجاوز مرحلة الانتخابات البلدية التي عكرت مزاجنا العام ، وقد فتحت الطريق أمام الديمقراطية المتميزة التي تميز بها الأردن على الدوام . فقد أصبحت ديمقراطيتنا مثلا وأنموذجا لغيرنا . ويجب أن نبني على هذا الانجاز لتغيير الصورة إلى الصورة المثالية التي أرادها جلالة الملك ، بعد أن كادت الحكومة تشويهها وتحطيمها في انتخابات البلديات .
لقد ظهر المشهد الانتخابي في بلدنا بمنتهى الشفافية ، رغم ما أصاب المزاج العام للناخبين من تشويش، جراء الإخفاق في انتخابات البلديات الذي صنعته الحكومة . إلا أن الحكومة في هذا الانجاز تمكنت من استيعاب أفكار سيد البلاد ، وعملت على تحقيقها بقدر كبير من الشفافية والموضوعية ، فجاءت النتائج مشرفة لبلدنا ولمواطننا . فقد كانت الديمقراطية الأردنية من اعرق الديمقراطيات في الوطن العربي .
ورغم ذلك فقد خضنا هذه الانتخابات بلا تعددية حزبية ، فقد لاذ الحزبيون بالفرار ، بعد أن جففت الحكومة مصادر تمويلها لارتباطها بخارج الوطن ، ما عدا جبهة العمل الإسلامي ، التي قررت خوض الانتخابات على استحياء ، بعد أن شن رئيس الحكومة سيلا من التهم وسدد رشقة قوية من السهام إلى صدرها ، إلا أن الحكومة عادت واسترضتهم على أن يتقدموا بالحمائم ويستبعدوا الصقور ، فدخلوا الانتخابات على استحياء ، وسط تأخير كبير ومشاورات طويلة ، فكانت نتائجهم متواضعة إلا أنهم حققوا انجازا لا باس به ، يدل على حجم وسعة نطاق الشفافية والنزاهة التي أمر بها جلالة سيد البلاد .
فقد كان يوم أمس نموذجا حيا للالتزام بالاستحقاق الدستوري ، ونموذجا ناطقا للإرادة الشعبية ، التي قررت أن تخوض هذا اليوم لتحسم المعركة الانتخابية لصالحها ، فافرز شعبنا مجلسا متوازنا شفافا ، قادرا على تجاوز المرحلة المقبلة ، ومساعدة جلالة الملك في دفع عجلة التنمية في البلاد . ومجابهة التحديات التي تواجه الأردن . لقد استحق الأردن شهادة العالم بقدرته على صنع ديمقراطية فاعلة وقادرة على استيعاب كافة المستجدات على الساحة المحلية والعربية والدولية .
فهذه المرة الأولى التي نخوض فيها الانتخابات بواقع حقيقي محلي دون الالتفات للارتباط بخارج الوطن ، وجون استيراد العقائد والمرجعيات الخارجية . فنالت صفة الانتخابات الوطنية ، لدور المواطن الأردني فيها توجيه مسيرتها ، ويعود الفضل الاكبر لنجاح ممارسة هذا الاستحقاق الدستوري لجلالة سيد البلاد الملك عبد الله الثاني بن الحسين .