الامة العربية ينطبق عليها وصف الحال بأنها محدودة الحيل, لا تقوى على شيء, فالواقع الذي تعيشه جميع البلاد يتشابه ويختلف في بعض الجوانب, لكن المشكلة ان لا احد لديه معالم طريق لكيفية خلاص العرب من هذه القضايا التي افقدتها كل مقومات الامة, وبجردة حساب نؤشر عليها.
مصر الثورة تتجه الى الفوضى, فالمسلمون يزدادون ولا يوجد نظام, والخلافات بين الاخوان والسلفيين والقوميين والعلمانيين تنذر بجرها نحو الخراب الذي تعيشه دول عربية اخرى.
المغرب العربي (المغرب- موريتانيا- الجزائر- تونس- ليبيا) لا يوجد به استقرار نهائيا, وما نراه ونعيشه هو لملمة جراح ومحاولة لانقاذ الذات من الفوضى, فالكل لديه مشاكل داخلية لا يقوى على حلها.
الخليج العربي ومعه اليمن ليس في منأى عن الفوضى, فالمؤشرات تقول ان البحرين وسلطنة عمان وغيرهما تعيشان ظروفا داخلية لا يمكن لها النجاة, فما يخطط لها قد يكون اسوأ مما جرى ويجري في العراق وسورية.
لبنان.. تعيش على وقع ازمات العرب المجاورة له, فلا اتفاق ولا توافق ولا نهاية للخلافات القائمة, والكل يتربص بالكل للايقاع به, وحالة مشابهة لاحوال بلاد العرب الاخرى.
السودان.. انتهى به الامر الى التقسيم, ومرشح الى تقسيمات اخرى, والحرب تهدده ولا افق لنهاية مشاكله التي غرق بها واغرق المجموعة الافريقية العربية وجواره بها.
سوريا.. تعيش ذاتها اسوأ من حالة الحرب الاهلية, فالقتل والدمار والخراب ورائحة الموت تنتشر في كل ربوعها, ولا افق قريب لنهاية الازمة.
العراق حالة مماثلة لحال سوريا, فالعنف والمفخخات تعذبه كل يوم, والخلافات على اشدها بين السنة والشيعة وغيرهم, ولا حل قريب لما يحدث الان.
الاردن.. يعيش علي وقع ازمات مالية خانقة, فلا احد من امته ينظر اليه, ولديه مشاكل سياسية, وهناك مخاوف مما يجري والكل يقول الله يستر بلدنا.
خريطة الوطن العربي كلها ممزقة.. بعضها تحت الاحتلال مثل لواء الاسكندرونة (انطاكية) في سورية, حيث يعيش اهله تحت الاحتلال التركي, او الجولان السوري تحت الاحتلال الاسرائيلي, ولدى دول الخليج العربي مشكلة مع ايران التي تحتل جزر الامارات (طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى)? وليس هذا فحسب بل وان جزءا من المدن العربية مثل سبتة ومليلة المغربيتان ترزحان تحت الاحتلال الاسباني, وبعبارة اخرى الوطن العربي جريح.
فلسطين.. كلها تحت الاحتلال الاسرائيلي, ارضها, شعبها, مقدساتها لم تعد قضية العرب الاولى بل باتت قضية رقم (100) او اكثر, ضمن سلسلة القضايا المصنفة عربيا ودوليا بانها اسوأ مما حدث لها.
الوطن العربي به خيرات وبه موارد وبه انظمة قائمة بعضها يتبع واشنطن, واخر باريس ولندن, بعضها مرتهنة لايران وتركيا, واخر لاسرائيل, ولا احد يملك العصا السحرية التي رافقت سيدنا موسى عليه السلام وانقذته من كل الحبائل التي واجهته.
ويبقى السؤال امام جميع النخب العربية.. فهمونا.. كيف الخلاص??
الديار