مرآة داخليّة أمام الساحة الأردنيّة
10-10-2012 08:27 PM
إنّ الشعبَ الأردنيّ جزءٌ لا يتجزأ من الأمة العربية الإسلاميّة ، له نفس الأصل ونفس الهدف والمصير ، وإنّ النظام الأردنيّ الهاشميّ قد أسهم في بناء الأردن و ثقافةِ شعبه ، وحافظ على كرامة أبنائه -التي تُضرَب بها الأمثال- ، بشكلٍ جعل تعاطي الأردنيين مع رياح "التغيير" العربيّة ؛ مختلفاً عن جيرانه وأشقائه العرب ؛ بتوافقٍ شعبيّ أردنيّ على لزومية الإصلاح ، وكونه الخيار الوحيد .
لقد قبل الشعبُ الأردنيّ "جزئيا" عودة القدامى ؛ متأملا أن يعودوا بالخير مُصلحين ، لكنه "بالأمس" رفضها بصراحة "حسينيّة" و "داخليّة" ترجمها في "الشارع" وبالمجمل .. وبعد التجربة هو اليوم يرفضها بالمطلق ؛ بسبب تلك السياسات و القرارات "العجيبة" التي ساهمت فقط –ولا تزال- .. في اغضاب الشعب الأردنيّ ، و إفلاس جيوب الأردنيين ، وتركت جذور المديونية بين أيدي الفاسدين .
إنّ جهاز الأمن العام الأردني ، هو جهاز يلاحق القمةَ في الرقيّ والمهْنيّة ؛ فقد كان تعامله مع رياح "التغيير" العربيّة مذهلا وبديعا ، بشكل حافظ على "الأمن والأمان" ، و "حريّة التعبير" . إنّ منظومة الأمن الأردنية بكلّ أجهزتها ؛ هي واحدةٌ من أرقى الحكايات في العالم كلّه . وإنّ رجل الأمن الأردنيّ : هو رجلٌ شريف نذر نفسه لحماية الوطن ، وكفّ أيدي الفاسدين ، وهو جزء مهم لا يتجزأ "أبدا" من الشعب الأردنيّ.
اليوم .. وبعد تأكيد الدولة الأردنيّة على مسار واحد لا تراجع عنه للإصلاح ؛ هو الإنتخابات النيابيّة -القريبة جدا- ، وبعد فشل كل المحاولات "المباركة" في ردّ الصوت الواحد المقيت ، وبعد الوعود المتتالية بانتخابات نزيهة لا "مجال" لنيران التزوير فيها ، فإنني أعلن كمواطن أردنيّ : "سخطي" على كلّ قوى المعارضة الأردنيّة الشريفة ان استمرت في عناديتها "المقاطِعة" للانتخابات ؛ فلن أسامحهم أبدا في حال صدقت الوعود بالنزاهة ولم يشاركوا ، فضاعت من بين أيدينا فرصة حقيقيّة نادرة طالما انتظرناها للنهضة -التدريجيّة- الشاملة ، و خسر الوطن بذلك خسارةً قد لا تعوض... أمّا في حال لم تصدق الوعود – ولا نتوقع ولا نتأمل ذلك أبدا – فستكون الخسارة أكبر بكثير .
لا ينقص الأردنَ اليوم ؛ إلّا إن يحكمها أبناء شعبها الشرفاء ، وهم أغلبيّة ، وهم يُستقطَبون في العالم كلّه ، وفي كلّ المجالات ، ويسهمون في بناء نهضة وحضارة كثير من الدوّل العربيّة والغربية . ما نريده فقط ..هو أن يحكم الأردن ؛ من يؤكد على حقّ شعبها العظيم "حقّا" في النهضة ، كما يؤكده تاريخُ دينهم العظيم .
أختم بمقولة للقائد الفذّ الراحل ، والرمز الوطنيّ الأردنيّ الكبير ؛ المرحوم بإذنه تعالى "وصفي التل" .. أوجهها للجميع وأقول "الجميع" :
(( حينما يتعلق الامر "بالوطن" لا فرق بين الخطأ والخيانة؛ لان النتيجة هي "ذاتها" )) .
نسأل الله النهضة ولا سواها ، ونعلم إنّ كلّ الإمكانات متاحة لها .
قيس عمر العجلوني – شاب أردني .