facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




باشا وبيك وأفندي


هاني العزيزي
15-02-2007 02:00 AM

تقتضي أصول المخاطبات والمراسلات عدم التبسط مع الآخرين ممن لا نعرفهم شخصيا ، خاصة إن كانوا يعملون في السلك الحكومي بشقيه المدني والعسكري . ومناصب الدولة كثيرة ومتنوعة ، حتى بات من المؤكد بل المحتم مخاطبة كل موظف بلقب يناسب مكانته الوظيفية . وباتت مسميات : دولة الرئيس ، ومعالي الوزير ، وعطوفة الأمين ، وسعادة السفير.. وغيرها أمرا معروفا للجميع ، ولا يقتصر الأمر على الموظفين بل يشمل علماء المسلمين ورجال الدين المسيحي . وقد صدر أمر رسمي حكومي بإلغاء الألقاب منذ عدة عقود ، لكن تداولها لا يزال قائما . ولا أسعى لاستعراض معلوماتي بهذا الصدد بقدر ما يهمني إبراز الجذور التاريخية لأكثر الألقاب تداولا في الأوساط الأردنية .

باشا لفظ عثماني من أعلى ألقاب المدنيين والعسكريين ، وهو بالتركية الحديثة pasa ، وهو من ألقاب التشريف القديمة ، وقيل : إنه من لفظ باش التركية وتعني الرأس أو الرئيس أو الأصل وقيل : إنه من الفارسية باد شاه بمعنى الملك ، وكان اللقب يمنح لقادة الجيش أو الأسطول ، ثم لوزراء السلطان ، وكان يمنح لرتبة لواء وفريق ومشير ، وتوسع الاستعمال ليشمل كبار رجال الدولة من غير الوزراء ، وانتقل إلى بلاد الشام وشمال أفريقيا ، ولا يزال قيد التداول مدنيا حيث يتبع اسم رئيس مجلس الوزراء الأردني وعسكريا لرتبة لواء فأعلى .

أما بيك أو بك أيضا لفظ عثماني رفيع ، وهو بالتركية الحديثة bey ، ويعني اللفظ آمر وحاكم ، شاع استعماله بين الدول المغولية والتركية والعثمانية والعربية ، وقيل إن اصله صيني ، وقيل إنه من الكلمة الساسانية باغة ، وقيل : إنه كلمة تركية تعني سيد أو حكيم . ومنذ العصر الإسلامي استخدمت كلمة بك بما يقابل كلمة أمير، ويعتبر طغرل مؤسس الدولة السلجوقية عام 1058 م أول من حمل اللقب ، واصبح لقب بك في العهد العثماني يمنح كرتبة دنيا بالنسبة للقب باشا ، وشاع استعمال لقب بك (باي) في شمال أفريقيا لا سيما تونس . ويطلق الآن على الوزراء وأمناء الوزارات والمحافظين والمتصرفين ومدراء الدوائر وغيرهم ، كما يطلق أحيانا على رتبة نقيب وحتى رتبة عميد في المؤسسات الأمنية والعسكرية . ويمكن القول أن هذا اللفظ أكثر ألفاظ التعظيم والتفخيم في الأردن تداولا .

وأخيرا أفندي كلمة تركية تعني الأخ الكبير ، وقيل : لفظ تركي محرّف عن الإغريقية بمعنى سيد ، وأصبح لقبا اصطلاحيا من ألقاب التشريف يمنح للمثقفين الذين لا يحملون لقبا رسميا مثل باشا أو بك ، كما أطلق على صغار الضباط و إن أطلق على كبارهم أحيانا ، ويطلق الآن على كل موظف حكومي صغير المرتبة الوظيفية ، كما يطلق أحيانا على من هو دون رتبة نقيب .

لماذا لا نتساوى جميعا في لفظ احترام واحد هو " السيد " ليمتد من المواطن العادي وحتى " دولة " رئيس الوزراء ، فنقول : السيد رئيس الوزراء ، والسادة الوزراء ، والسيد النائب ، والسيد المحافظ ، والسيد رئيس القسم ، والمواطن السيد فلان الفلاني . من سيعجبه الإقتراح ؟ ومن لا يعجبه ؟ أخالكم سيداتي وسادتي تعرفون الجواب .
haniazizi@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :