استقرار الأردن يقلق "مستعمرة" إسرائيل ويزعجها
اسعد العزوني
07-10-2012 02:21 PM
ليس لهم عهد، ولا يرقبون إلاً ولا ذمة، ولا يلتزمون باتفاق مع أي كان، ولا يسلم من أذاهم أحد، حتى أن أنبياءهم الذين نجل ونقدر، حقروهم وشتموهم ونعتوهم بأقذع الأوصاف، واتهموهم بالزنى وزنى المحارم وهو الأصعب.
هؤلاء هم يهود الذين يتسابق الجميع على نيل رضاهم، ظنا منهم أن تل أبيب هي المفتاح الرئيسي لواشنطن. علما أن واشنطن نفسها لم تسلم من شرهم ومن أعظم هذه الشرور جريمة الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 ،وما نجم عنها من انهيار البرجين وحصار الرئيس بوش الصغير في الجو، والنيل بشكل عام من هيبة أمريكا.
أقول هذا الكلام بمناسبة آخر تصريح لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) الذي يسرح ويمرح في كافة انحاء الوطن العربي، وجاء فيه أن الموساد يستغرب عدم حدوث انهيار سياسي في الأردن حتى الآن؟!
لو صدر هذا التصريح الهرطقة من داني أيلون النائب المتطرف الذي نعرفه جميعا لقلنا إنها لحظة هبل، وسنمررها كالعادة، ولو صدر هذا التصريح القبيح عن حارس البارات المولدافي وزير خارجية نتنياهو ليبرمان لقلنا إنها هرطقة اعتدنا عليها، ولكن أن يأتي من "الموساد" فهذه كبيرة ويجب عدم السكوت عليها، وأول ضريبة لها يجب أن تكون بعدم ارسال السفير الأردني الجديد وليد عبيدات الى تل أبيب ، حتى يفهم يهود بحر الخزر أن الأمور تغيرت في الوطن العربي وبات هناك شيء اسمه الكرامة التي انبعثت من جديد.
ما لا يمكن اغفاله أن اسرائيل وبكافة أجهزتها - بدءا من المعتوهين سياسيا وانتهاء برئيس الحكومة نتنياهو، ومرورا بالموساد – تواصل كيل الاتهامات والتحرشات بالأردن الرسمي قبل الشعبي، دون اعتبار لوجود ما يطلق عليه معاهدة وادي عربة سيئة الصيت والسمعة. ولم ينج حتى جلالة الملك من حبائلهم.
وكذلك فإن يهود بحر الخزر ما يزالون حاقدين على بريطانيا لأنها لم تضمن "شرق الأردن" الى وعد بلفور ليسهل عليهم احتلاله من خلال تحالف دولي يسعى الى التخلص من شرهم.
وفي الحادي عشر من شهر آب الماضي خرج علينا كبير يهود بحر الخزر نتنياهو بـ"بشرى" زفها الى مجلس وزرائه المصغر قال فيها بالنص:أبشركم أن الأردن سيدخل في الفوضى قريبا؟!
ولا تقف الأمور عند هذا الحد وتقتصر على التصرفات الشخصية وان ارتفع مستوى المسؤولين الذين يعبثون بعلاقاتهم مع الأردن- والذي يجب أن يعرفوه جيدا أنه لولا الأردن المعتدل وحامي الحدود لما بقيت مستعمرة اسمها اسرائيل حتى اليوم- ولكن الأمر وصل الى تخطيط دولة، وهذا يعني ان هؤلاء الأشخاص لا ينطقون بألسنتهم فقط، بل يعبرون عن فكر مستعمرتهم اسرائيل.
ففي المحافل الدولية نجد أن ممثلي مستعمرة اسرائيل لا يكلون ولا يملون من العمل الدؤوب لتعطيل مصالح الأردن الذي يلقى احتراما دوليا كبيرا، وقد وصلت الأمور بأن جلالة الملك أعلن ذلك بنفسه.
كما أن رئيس هيئة الطاقة النووية في الأردن البروفيسور خالد طوقان كشف عن حقائق دامغة حول قيام اسرائيل بعرقلة مساعي الأردن الارمية الى الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وقال إن سفيرا اسرائيليا سابقا مارس العبث كثيرا ضد الأردن، وهو في الأردن وعلى رأس عمله سفيرا لمستعمرته ،اذ قام بزيارة العديد من سفراء الدول الأجنبية التي تتعاون مع الأردن في هذا المجال ضاغطا عليهم بأن تفسخ بلدانهم أي تعاون قائم أو محتمل مع الأردن بحجة أنه بلد فقير اقتصاديا ومائيا ويقع فوق الفالق الزلزالي.
هذه هي مستعمرة اسرائيل، وكيف تنظر الى الأردن، وما تخطط وترسم من مؤامرات لزعزعة الاستقرار فيه، وصدق من قال "اتق شر من أحسنت اليه"!