النجمة في الأصل، قرين الهلال فيما يعرف بالأساطير والأنثروبولوجيا بـ (قران النجم) وهي الحالة التي تظهر في السماء، وتكون النجمة داخل الهلال، وفيما ترمز النجمة الى عشتار أو عشترون (ربة الخصب الوثنية)، يرمز الهلال الى الثور (طوطم أو رمز الخصب الذكوري)، وغالبا ما ترتبط بعض التأويلات الدينية بالهلال كتأويلات قمرية لجماعات تجمع بين التجارة والقتال..
بعد ذلك، تعالوا ندقق في استعارات النجمة والهلال في البيارق السياسية للدول والجماعات المختلفة.
واذا كان الهلال معروفا في الترميزات العثمانية عموما وبعض البلدان الاسلامية الافريقية العربية التي تحررت من السيطرة العثمانية (تونس، الجزائر، ليبيا..) فان النجمة أخذت دلالات متناقضة في بيارق الشرق العربي وخاصة سورية والبلدان التي انبثقت عنها:
1- مرت الرايات العربية بمحطات عديدة (لون العقاب) في المرحلة الاسلامية الأولى، ثم اللون الأبيض (الأموي) وكان لون القبائل اليمانية أيضا، ثم اللون الأسود (العباسي) وكان لون الخوارج أيضا، ثم اللون الأخضر (الفاطمي) والأصفر (الأيوبي) وهو لون آسيوي، وكانت القبائل القيسية (العدنانية) تميز نفسها باللون الأحمر.
2- في مطلع القرن العشرين ومع بدايات الصحوة القومية العربية ضد تركيا العثمانية تحت تأثير الألبان والطليان، مر العلم العربي بأكثر من محطة: الأولى، محطة المستطيلات الثلاث التي ترمز للعهود الأموية والعباسية والفاطمية، ولم يكن فيها لا نجمات ولا مثلث أحمر، وهو علم الثورة العربية. والمحطة الثانية، هي المحطة التي أضيف المثلث الأحمر فيهامن دون النجمة، والمحطة الثالثة هي ما يمثله العلم الأردني الحالي (النجمة داخل المثلث) وكان قبل اعتماده في مؤتمر أم قيس الذي أسس لامارة شرق الأردن 1921.
كان علم سوريا أول دولة تشمل كل بلاد الشام (سورية ولبنان والأردن وفلسطين) الى أن انتهت بعد العدوان الفرنسي ومعركة ميسلون. 1920
3- صار العلم العربي (المثلث دون النجمة) علما لحزب البعث ثم علما لفلسطين بعد تبديل ترتيب المستطيلات الثلاث..
4- بعد العدوان الاجرامي الفرنسي على سورية، أقدم المستعمرون على شطب العلم السوري (الأردن لاحقا) واستبدلوه بعلم جديد تتوسطه ثلاث نجمات حمراء ترمز الى التقسيمات الطائفية التي استحدثها الاستعمار الفرنسي وهو العلم الذي يرفعه ما يسمى الجيش الحر ومجلس اسطنبول وقد حاول شكري القوتلي بعد انتخابه رئيسا لسورية بعد معركة الجلاء تغيير علم الانتداب الفرنسي المذكور، الا أن تركيبة البرلمان السوري لم تسمح بذلك وظل علم الانتداب قائما الى ان قامت الوحدة المصرية - السورية 1958 واستبدل العلم السابق بعلم الوحدة (العلم السوري الحالي) (النجمتان الخضراوان)..
وبعد نجاح الانفصال الرجعي في سورية ارتفعت أصوات مشبوهة مرتبطة بالاستعمار، تطالب بالعودة الى العلم القديم الذي أعاد ما يعرف بالجيش الحر ومجلس اسطنبول استخدامه.
العرب اليوم