شكرا للدولة .. سامي المحاسنة
05-10-2012 11:56 PM
استطاعت الدولة والاجهزة الامنية ان تفشل اي مسعى لتازيم الشارع الاردني عبر تسيير مسيرة امس الجمعة، فلم يحدث ولو حالة احتكاك واحدة برغم الحشود بالالاف التي شاركت، من مختلف الحراكات الشعبية وجماعة الاخوان المسلمين.
ثلاثة رسائل يمكن استخلاصها من مسيرة الزحف المقدس التي نظمها الاخوان وحزب جبهة العمل الاسلامي، فالرسالة الاولى
انه برغم حالة التي الاستفزاز رافقت المسيرة منذ بداية انطلاقتها، باعلان شباب الاخوان المكلفين بالهتاف المتفق عليه مسبقا من قبل قيادات الاخوان، فتارة يرددون، يا عبدالله يا ابن حسين لا الف ولا الفين، يا عبدالله يا ابن حسين مين يحمي الفاسدين، هذه الشعارات والهتافات، لا يفهم منها الا ان جماعة الاخوان المسلمين لا يوجد لها ند في الدولة الا راس النظام وليس مقصودا من حراكها واعتصاماتها ومسيراتها الاصلاح السياسي بل المقصود مناكفة جلالة الملك.
وانا اطرح سؤالا هل خرجت اي تصريحات من الملك تشير الى القوة العددية للاخوان المسلمين في الشارع، تصريحا او تلميحا لنرى هذه الهتافات، ما اعرفه ان نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد هو اول من قال بان المسيرة سيخرج فيها اكثر من 50 الف وتراجع بعدها ليؤكد انه ليس المقصود من المسسيرة الرقم بل توصيل رسائلها للدولة، وذلك خوفا من مفاجأة تحصل بخروج اعداد قليلة بالمسيرة بعد ان اعلنت الجبهة الوطنية للاصلاح برائتها من المسيرة بالاضافة الى الاحزاب القومية واليسارية والكثير من الحراكات الشعبية.
الرسالة الثانية ان الاخطر في مسيرة الاخوان امس تقديم شعار مكتوب، وهذا يعني ان هناك اتفاقا سياسيا على تقديم هذا الشعار وهو " قانون انتخاب عادل" وهو ما يعني ان جماعة الاخوان المسلمين تريد تمثيلا عادلا لمكونات الشعب الاردني على اساس ديمغرافي، متناسين الاعتبارات الجغرافية والتنموية ومتناسين ان اي قانون انتخاب عادل يعني بالضرورة الو طن البديل.
كيف يكون هذا الشعار تاصيلا للوطن البديل، ياتي ذلك من بوابة الاخلال بالمعادلة الديمغرافية، فزيادة التمثيل الاردني من اصل فلسطيني يعني بالضرورة للمجتمع الدولي ان قضية اللاجئين الفلسطينيين انتهت وهذا يعني ضياع للقضية الفلسطينية
الرسالة الثالثة كانت نجاح الامن العام في تفويت الفرصة على اي جهة الاخلال بالمسيرة برغم شعاراتها المرتفعة السقوف، واكد ناشر موقع خبر جو ان الاجهزة الامنية اعتقلت احد الاشخاص الذين حاولوا الاخلال بالمسيرة من المحسوبين على المسيرة المضادة لمسيرة الاخوان المسلمين اللذين كانوا متواجدين في ساحة النخيل.
الفضل في تفويت الفرصة على الاخوان منظمي المسيرة كان لحالة العقل والرشد لدى عدد من الشخصيات الوطنية التي طالبت بتاجيل او الغاء مسيرة نصرة الوطن والقائد، بالاضافة الى التحشيد الامني الاستثنائي لحماية المسيرة من العبث، انتصر الوطن امس وانتصرت حالة الرشد والعقلانية وتم تفويت فرصة الزج بالاردن في اتون توتير الاجواء المستقرة.