عمون - تيسير النعيمات -بقرارهم تأجيل مسيرة الولاء والانتماء ، سجل القائمون على هذه المسيرة هدفا قاتلا في مرمى من يتولون زمام الامور في جماعة الاخوان المسلمين ،المثخن بالاهداف اصلا نتيجة الاخطاء المتكررة والعناد السياسي القاتل .
قرار القائمين على مسيرة الولاء والانتماء والذي جاء "درءا للفتنة ونظرا لحساسية الوضع الذي تعيشه المملكة وللحيلولة دون اسغلال المسيرة ممن يريدون العبث بامن الاردن ادخل الطمأنينة الى نفوس الاردنيين جميعا ".
في المقابل ، ظل العناد والصلف والانانية يحكم تصريحات وسلوك من يتولون مقاليد جماعة الاخوان المسلمين فضلا عن الاستفزاز الذي حملته تصريحاتهم سواء من حيث اعداد من يزعمون انهم سيشاركون في المسيرة التي دعوا اليها او من حيث التسميات التي اطلقوها على المسيرة " الزحف المقدس " ، " موقعة بدر " والتي تنصلوا منها ليطقوا اسم " جمعة انقاذ الوطن " على المسيرة ظنا منهم انها اقل استفزازا .
وهنا اتساءل : انقاذ الوطن ممن ؟ ، وكلنا نعرف ان احزاب المعارضة والجبهة الوطنية والاحزاب الوسطية والنقابات المهنية والحراكات الشبابية – باستثناء التابعة للاخوان – والناشطين السياسيين والسلفيين الذين اعتبروا مسيرة الاخوان مفسدة، والمعارض المعروف المهندس ليث شبيلات جميعهم يرفضون المشاركة في مسيرة " انقاذ الوطن " فهل يريد الاخوان انقاذ الوطن من كل من سلف ذكرهم ام ان الاخوان هم فقط من يريدون انقاذ الوطن والآخرين لا يريدون انقاذه .
الم يقرأ من تولى قيادة جماعة الاخوان في " غفلة من الزمن " ،بحسب احد قياديي الجماعة، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تجمع امتي على خطأ " ، فهل اجماع مكونات الشعب الاردني على رفض المشاركة في مسيرة الاخوان المسلمين خطأ؟ ، ام ان الامة تتمثل في قيادة الاخوان المسلمين ؟!.
ان قرار جماعة الاخوان خطأ والعمل بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لافشال الانتخابات حتى لو كان من بينها خلق حالة من الاحتقان والاستفزاز خطيئة .
في المقابل تصرفت الحكومة واجهزتها امس الاربعاء واليوم بمنتهى الحكمة حين ناشدت القائمين على مسيرة الولاء والانتماء بتأجيل مسيرتهم وقامت بتطبيق القانون حين ازالت المنصة التي كان يعتزم القائمين على مسيرة الولاء والانتماء المبيت فيها ، واكدت انها مسؤولة عن حماية مسيرة الاخوان المسلمين رغم عدم التزامها بقانون الاجتماعات العامة الذي يوجب على القائمين على المسيرة اشعار الحاكم الاداري قبل 48 ساعة من انطلاقها ، فازالت اجواء الاحتقان التي لا تتناسب مع التوجه نحو اجراء الانتخابات النيابية .
الان وبعد صدور الارادة الملكية السامية بحل مجلس النواب واجراء الانتخابات النيابية ومع بقاء 11 يوما عن انتهاء موعد التسجيل للانتخابات ، اتساءل هل سيعيد الاخوان النظر في قرارهم مقاطعة الانتخابات والبقاء في الشارع ؟ الم يكتشفوا بعد 21 شهرا من الوجود في الشارع ان هذا الشارع ليس لهم ولا معهم ولا يسير خلفهم ؟.
اقول ان الانتحار السياسي ليس بالعودة عن قرار خاطيء بل العناد والاصرار والمكابرة في عدم العودة عن قرار كل يوم يمر يؤكد انه خطأ لا بل خطيئة سياسية قاتلة .