تعالت في اليومين الماضيين اصوات عدة من قبل اعضاء في حركة الاخوان المسلمين ترفض اقامة تجمع لشباب الولاء للوطن وقائد الوطن في نفس المكان والزمان الذي تسعى فيه الحركة لاقامة مهرجان تحدوا فيه ان يكون قوامه ما يقارب الخمسين الف مشارك، في الوقت الذي دعى فيه تجمع شباب الولاء للوطن وقائد الوطن لاقامة مهرجان قوامه لن يحصى بالعين المجردة ويأتي ذلك التجمع العملاق رداً على الاستهتار الدائم بالأغلبية الصامتة واذا ما اقتنعت وايقنت قيادات الحركة بان هذا التجمع قد يتخطى تعداده نصف المليون مواطن ليسبلوا اعينهم بهم عوضا عن الكحل، لا ولن يهدأ لهم البال والحال، من لا يؤمن بصندوق الاقتراع ويبتعد عنه خوفا من النتائج السلبية عليه مراقبة المشهد يوم الجمعة الموافق 5/10/2012 وهنا اقصد ليس فقط التعداد وهو أمر مهم ولكن علينا أيضا مراقبة شرائح المجتمع المختلفة التي ستشارك في كلا التجمعين وهذا الامر الاهم (ومربط الفرس).
وهنا اضع سؤالا لماذا نقبل بالصندوق المشترك وهم لا يقبلون بالساحة المشتركة.
يمكن ان يكون ما في داخل الصندوق أو النتائج بعد فرزها مصدر غير موثوق من قبل حركة الاخوان المسلمين ولكن أن يرى بالعين المجردة تجمع مضاد لتجمعهم قوامة اضعاف واضعاف تجمعهم هذا بالضروري سوف يكون امرا مقنعا لكل عاقل وسوف يجزم حالة التكهنات والرهان.
اذا هذا اللقاء للتجمعين سيكون الاضخم في عمر الدولة الاردنية.
وبالطبع يجب ان يكون سلميا وديمقراطيا وحضاريا ويجب على كل مشارك ان يعي جيدا ان كلا التجمعين يختلفان في الرأي او ربما في وجهات النظر او حتى في الايدولوجية ولكن في النهاية الجميع اهل واخوة واقارب ونسايب وعلينا ان نتعامل مع الحدث بكل عقلانية وديمقراطية لان الوطن وابنائه وممتلاكته عصية على ان يعبث بها احد.
كما سوف يري الجميع أن هذا اللقاء قد يحسم الامر قبل البدء عن اعلان موعد الانتخابات او الترشح لها.
وهنا اود ان اقدم نصيحة للاخوة في حركة الاخوان المسلمين أليس من الأجدى أن نخوض الانتخابات معا، اليس من الاجدى التحلي بالصبر الحقيقي واستخدام الكوابح في بعض الاحيان بدلا من التسرع والضغط على كابس البنزين. نحن في زورق واحد وعلينا ان نؤمن جميعا ايمان راسخا بان الاوطان تبنى بسواعد رجالها وانتم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع في اردننا الابي الشامخ بهامات رجاله.
أقول لكم وأثني عليكم
ساهمنا جميعا في بناء هذا الوطن إذن تعالوا لنكمل معا بناء مستقبله.
نحن امام تحول ديمقراطي مهم واستحقاق دستوري ومن يعتبر نفسه سياسيا فردا ام حزبا كان عليه ان يقود المرحلة القادمة وجلالة الملك طالب وحث الجميع على المشاركة في الانتخابات وعلينا بدلا من استعراض العضلات والصريخ والتهديد والوعيد ان نستيقظ ونستنير بسراج العقل وان ننظر بتمعن الى نسيج مجتمعنا بكافة اطيافه والوانه ووحدته الوطنية وان نكسب عقول واصوات الناخبين بلغة العقل والحكمة من خلال برامج انتخابية واضحة المعالم والأطر توضح للناخب عن فحوى البرامج الانتخابية التي نتقدم بها سواء لتحسين الوضع الاقتصادي الصعب والاجتماعي وخلق فرص عمل وحث المواطن على العمل هذا ما ينتظره المواطن، اكتفى وهرم من الشعارات والعواطف الجياشة أن المواطن يبحث عن العيش بكرامة وبراحة البال.
اناشد اخواننا في حركة الاخوان المسلمين وفي جبهة العمل الاسلامي ان نبقى معا في خندق واحد وان نكمل المسيرة معا وان لا يبخلوا في طرح برنامجهم الانتخابي ان وجد وماذا يريدون ان يفعلوا في ما يخص الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتنموي.
علّ وعسى ان يقتنع الكثيرون بهذا البرنامج وعلى هذا الاساس يكاد ان يحصدوا الاغلبية في الانتخابات ويحققوا احلامهم بطرق ديمقراطية.
القنصل الاردني في المجر