اوعدينا تفحصي .. جرأة وأمل * محمد نواف الدويري
02-10-2012 05:05 PM
تطل علينا تباشير تشرين أول من كل عام حاملة معها أمل جديد وتفاؤل آخر يحذو النفوس نحو مجتمع خال من سرطان الثدي، فأرقام الأصابات خلال الآونة الأخيرة وإن تزايدت فإن جهود التوعية أكبر وطرق الوصول لسيدات المجتمع أكثر ونفحات الأمل أعظم فمن خوف وخجل إلى جرأة وأمل لمستقبل أفضل لسيدات المجتمع الأردني.
في العام الماضي أطلق البرنامج الأردني لسرطان الثدي حملته " شجعها تفحص ...منك انت غير" كجزء من الجهود المبذولة على المستوى الوطني للتوعية من المرض وللتقليل من نسب الأصابة به، تبعها العديد من البرامج التي نفذت خلال عام مضى أتت كلها، "وبلغة الأرقام" أشارت الأرقام الصادرة عن مركز الحسين للسرطان إلى أن (5237 ) متصلا محليا بالخط المجاني للبرنامج الاردني لسرطان الثدي العام الماضي مقارنة ب (4000) متصل خلال العام الذي سبقه، مما يشير إلى وعي متزايد واستجابة متصاعدة نتيجة جهود متواصلة تتطلب دعم الجميع من مؤسسات رسمية وخاصة للوصول الى كافة مناطق المملكة والتوعية بالمرض وبالتالي التقليل من الأصابة به.
حملة هذا العام والتي اطلقت منذ بداية هذا الشهر بعنوان "اوعدينا تفحصي" تتطلب استكمالا للجهد للتقليل من عدد الاصابات خاصة وأن الأردن ما زال يحتل المرتبة الثانية على المستوى الاقليمي بانتشار مرض سرطان الثدي مسجلا معدل 34 اصابة لكل 100.000 سيدة.
حملة هذا العام تطلق بمشاركة واسعة من قادة الراي من مختلف المجالات كرجال الدين والفنانين والرياضيين والاطباء وغيرهم من الأشخاص ذوي التاثير الايجابي على العديد من الشرائح الواسعة في المجتمع لتشجيع المراة على الفحص المبكر لسرطان الثدي. ولهذه المشاركة اهمية كبرى نظرا لما يتمتع به هؤلاء من قبول وقرب "بنفس الوقت" من مختلف فئات المجتمع والتي تهدف بالنهاية الى ايصال رسالة مفادها أن لا داعي للخجل بعد اليوم وأن صحة الإنسان وسلامته فوق أي اعتبار ولنصنع جميعا من الخجل جرأة ومن الخوف أمنا ومن الأمن املا ومستقبلا لكل سيدات المجتمع الأردني.
حملة هذا العام تطلق ايضا بالتعاون مع الرجل فهو الزوج والأب والأخ والأبن، كلماته لها وقعها ومساندته لها دورها وشعوره إلى جانب "المصابة" له وقعه وتخفيفه وتقليصه لمدة العلاج، فكم من سيدة ناجية لا بل منتصرة روت قصتها وكان بطلها زوجها أو شقيقها الذي سعى لجعل "المنتصرة" انسانة طبيعية تمارس حياتها دون خوف وخجل لكن بعيون ملؤها الأمل لغد افضل.
نسجل لمؤسسة ومركز الحسين للسرطان والبرنامج الأردني لسرطان الثدي تميزهما ونفخر بهما كمؤسسات وطنية لا بل اقليمية لعالج أمراض السرطان ومنها سرطان الثدي فالشقيق العربي والصديق الاجنبي يفخر بها قبل المواطن الاردني نظرا لسمعتها الطبية المتميزة .